رسالة التعيس ياسيدي الرئيس

رسالة التعيس ... يا سيدي


جلالةُ الملِك ...
صاحب الفخامةُ ... الرئيس
أيها السلطان ... أيها الزعيم .. أيها الأمير . . .
إنّنى مواطنٌ تعيس ... يا سيدى الرئيس

رسالتى يا سيدى .. . إليك
كتبتها يا سيدى إليك ... دونما حبر
أو ريشة أو قراطيس فعذراً ... يا سيدى الرئيس
يا سيدي أنت لا تعرف عنِّي . .. إلا إنك سيدي
فأنت على رأسي دائماً يا سيدي . . .
فهل أنا بين يديك أو تحت أقدام الوطيس . .
. . .يا سيدي الرئيس

أقف دوماً عند إشارات المرور
أحترم الحمراء وقوفاً والصفراء تحفزاً
والخضراء تبعثنى سرور . .
أمشى الهوينة محترسا
فأنا أطيعك واقفا ونائما و جليس . ..
. . . يا سيدي الرئيس

كلماتك حفظتها عن ظهر قلب . . .
فنسيت حتى حروف إسمي أو فصيلتي
وقفتُ عندما تدق الطبول سلام البلد
وإن دقت وأنا نائمٌ فهذه خطيئتى ...
يا صاحب الدستور والمقاييس . . .
. . . يا سيدى الرئيس

لسانى يلهج دعاءً لك كلما تجوب في خاطري
فقد ملكت أمسي وغدي وحاضري
ملكت حتى خيالي النفيس .... يا سيدي الرئيس
أغالط نفسي عندما أراك تُخطىء. . .
وأقول إنها سياسة
وكرٌٌّ وفرٌٌّ وعبيد وساسة
فكلامك مُنزَّلٌ يا سيدي . . .
فهل تخطىء القمَّة والرئاسة
بل تخطىء الأحاسيس . . . يا سيدي الرئيس

كنت أحسب أننا ننام وأنت تَحرسنا
نَعرى وأنت تُلبسنا
نَشقى وانت تُسعدنا
والآن أحلامنا حُبلى يا سيدي . . . وأنت تُجهضنا
عن بعدٍ ولا مسيس . . . يا سيدى الرئيس

كنت لنا أبا
ونحن أطفال الغبا
نقتات فُتات موائد أبانا ونحمد الله ونشكره الذى
أعطى لنا مثلك رمسيس . . . يا سيدي الرئيس
تقول عنك شياطين الظلام كلاما
تقول إنّك عميلٌ وسارقٌ ومتسلطٌ و دسيس . . .
. . يا سيدي الرئيس

وأنا أُكَذِّبهم دائما حضورا. . وغيابا. . .
وألعنهم يا سيدي لأجلك
وأقف إلى جانبك يا سيدي . .
فلا تقول أنني خسيس . . .
. . . ياسيدي الرئيس
أنت وليُّ أمري . .
وحاكم ساعاتي وتوقيتى وعُمري
وجهري تعرفه ولا أخفي عنك سرِّي
فهل تخاف العزيزَ في شعبك الأنيس . . .
. . . يا سيدي الرئيس

فنحن لازلنا نحبك فيه . . . سيدي
فلا تكن مما تجهل القدوس
السلام الجبّار
الغني الشديد
فهكذا نحن نُقيس
فكن لنا كذلك . . . يا سيدي الرئيس