الغرفه 813

في ليله شتاء ماطره , كنت اسير في الطرقات , ابحث عن ملجأ احتمي به , من برد الشمال

القارص , فأذا بي اشاهد ((فندق)) علي ناصيه الشارع , مشيت مسرعا وقفت امام موظف الاستقبال

لو سمحت اريد غرفه , قال انتظر ذهب وعاد مبتسما قال لي انت محظوظ فهذه اخر غرفه , تفضل مفتاح

الغرفه 813 في الدور العلوي هذا الدور جديد ولم تبني سوي هذه الغرفه وانت اول من يسكنها

, بادلته الابتسامه

واخذت المفتاح وصعدت فلم اجد سوي غرفه واحده كما قال لي , دخلت وخلعت عقالي ولست اعلم كم من

عقال وجب ان البس , رميت بشماغي الذي انهكته العروبه جانبا وارتميت علي السرير فانا مرهق جدا

اغمضت عيني , فجأه قفزت مفجوعا , هل قال الغرفه 813 بحثت عن المفتاح لاتأكد وكانت الفاجعه

هي الغرفه 813 , انها هي الغرفه التي حذرني من المجئ اليها , ولكن كيف حدث ان دخلتها

وانا كنت اتحاشي دخولها , بل لم يخطر ببالي ان ادخلها انه القدر

وقفت حاءرا اتأمل الغرفه فقد كان دقيقا في وصفه كل شي كما قال وكل شئ في مكانه

وكان لم يدخل هذه الغرفه احدا من بعده , ولكن الم يقول لي موظف الاستقبال انني اول من يسكن هذه الغرفه !!

هذي الوقه التي طلب مني في حال دخولي الغرفه قرائتها , في مكانها كما قال , وتلك هي نافذه

الحياه التي اخبرني عنها ,

ذهبت لاقف علي النافذه واذا بحديقه غناء بها فتاه كأنها القمر تلهو تضيف جمالا الي جمال الحديقه

ما اجمله من منظر ,اذا ساسترخي قليلا علي السرير واعود لاملي ناظري بهذا الجمال

استلقيت علي السرير ولم يفارق خيالي منظر الفتاه (( ما اجمل الحياه بهذه الفتاه )) .

سأذهب واداعبها قبل ان تذهب عدت الي النافذه يا الهي مالذي حدث , من هذه العجوز

اين الحديقه لما الزهور سوداء ماهذه القبور اين الفتاه اين الفتاه , اجابتني تلك العجوز

أنا الفتاه وهذه حديقتي , ولكن الزمن تغير ياولدي فلقد كبرت ,, مستحيل ان تكوني انتي الفتاه

مستحيل ان تتحول الحديقه لمقبره لم اتمالك نفسي من هول ما رأيت فسقطت علي الارض

(( ما ابشع الحياه )) .

بعد فتره ليست بالقصيره

استجمعت قواي ونهضت سألت العجوز التي لم تتحرك من مكانها كيف حدث هذا

قالت ياولدي الحياه ليست لعبه في يد طفل هديه من امه

الحياه هي لحظه تشعر انك اسعد الناس يأتوك اناس يطرقون بابك في وجوههم حديث وعلي السنتهم موت يذهبون من عندك وانت اشبه ما تكون بالجثه الهامده

الحياه هي طفل يسأل اين ابي لا احد يجيب يلح في سؤاله يجيبه صمت مخيف

الحياه هي ان تنتظره يأتي ويأتيك من يعلمك انه لن يحئ ابدا فلا تنتظره

ياولدي نحن مقلدون بارعون

نشاهدهم اطفال فنصبح مثلهم نشاهدهم كبار فنكبر مثلهم , نشاهدهم يودعون فنودع مثلهم

نشاهدهم يموتون فنموت مثلهم ,

انظر هناك ياولدي حيث الدار , اتري هناك مسرح ثابت , يتناوبون عليه الممثلون ينهون مسرحياتهم ويذهبون وياتي غيرهم

اتري هذه الشوارع والبيوت التي بداخل المسرح , ياتونها مجموعه اناس يعيشون قليلا ثم يذهبون

ويأتي غيرهم ولا تبقي سوي حكايات ولحظات مضغها الزمن ,

اتري ذلك الرجل نعم اني اعرفه انه , لايهم ان كنت تعرفه ام لا هذا الرجل استقبل يوم يحسبه

كباقي الايام حتي اتي وقت الظهير , فلم يعد ابدا

ما هذه القسوه قلتها وانا اشاهد اطفال يلعبون يحملون لوح خشبي ويسير خلفهم اخرون ,

تأملت الحياه وانا اقف علي نافذتها , لماذا نعيش هل لنموت ام لنودع , كم من الاهوال نراه

نتطلع للمستقبل والمستقبل موت بعد اعوام سنفقد احباب او سيفقدوننا ,

الغريب اننا نواصل الحياه بعد كل هذا , نحن معشر البشر لماذا لانموت موتت رجل واحد ونقتل الحياه لا تقتلنا هي , فليكن القرار لنا ,

نحن قاسيون جدا كيف نستطيع العيش بعد ان فقدنا احبابنا كيف نستطيع ان نواصل السير بدونهم

قاطعت العجوز حبل تأملاتي , قائله انظر خلفك , يا الهي !



وقفه

قبله علي قبر صابرين القائله :

ويلاه كيف الدود يمحي العظاما ,,, ياكل جسد مضنون عيني وترضون

ارمو بجسمي مع وفي الغراما ,,,, هذا العزى يلي بوته تعزون

لوم القيه علي قبر جرير القائل :

لولا الحياء لهاجني استعبار ,,, ولزرت قبرك والحبيب يزارا

اي حياء هذا ,