[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
بسم الله الرحمن الرحيم.....
من كاتب تعرض لضربة في صميم الوجدان ...
من قلم يحتضر وهو ينزف حبره فوق جدار هذا المكان ...
من كل ورقة احترقت حسرة على غدر الزمان ...
إلى من هنا... وهناك .. ومن ظن في لحظة انه قهر الزمان ...
قالوا قديما في الأمثال ...
للعملة القديمة وجهان ...
وجه ملك اعتلى عروش الأنام ...
ووجه كاتب ارتوى منه حتى الوجدان ...
ولكن عندما تنهار قصور الأحلام ...
بصبح للعملة وجه واحد عند الاثنان ...
حزن وآلم وغربة وعيون لا تنام ...
الملك يبقى ملك على جميع الأقلام ...
وعرشه الهش ما زال صامدا في وجه رياح النسيان ...
سيفه البراق زاد وهجا مع مرور الأيام ...
وبات عرشه يخلد ذاكرت الخلجان ...
الكاتب تفنن في قراءة الفنجان ...
وبات يسطر تاريخ ملك من عصر الفرسان ...
قلمه تعب من آلمه الذي كان ...
أوراقه احترقت من نار الحقد في هذا الزمان ..
محبرته انكسرت وثار حبرها حزنا على زمن الفرسان ....
الكاتب سئم الاستسلام ....
وسرقة القدر للأحلام ...
الملك سئم القلق والعيون التي لا تنام ...
وسئم الدقائق والساعات والأيام ....
الكاتب سئم المشاعر... والطموح والقلب الضائع بين الأوهام ...
والملك سئم الحب ... والأمنيات وانتظار أسراب الحمام ..
جميل جدا أن تحيا بوجهان ...
وجه ملاك ... اصبح أضحوكة الأزمان ...
ووجه شيطان على نجمه هناك ... في ذاك المكان ...
ولكن تذكر .. سواء كنت الملاك أو الشيطان ....
ستبقى الحقيقة واحدة ولكن بوجهان ...
قد يعجبك ويطرب أذنك دعاء الكروان ....
وقد تنزعج عند سماعك نعيق الغربان ...
ولكن هل أدركت انهما أيضا عملة بوجهان ...
وجه قد اختنق فيه صوت الكروان ...
وصار يعزف لحن الخلود في هذا المكان ..
ووجه على فيه نعيق الغربان ...
وصارت تسرق الفرحة وتزرع الشك والهجران ...
ألم تدرك بأن الذئب ما زال متربصا بالحملان ...
تلك أيضا نظرية للعملة ذات الوجهان ...
ولكن دعك منها فقد مر عليها الزمان ...
لان الحمل فيها قهر الذئب الجوعان ...
وصار يعدوا بين الربوع والوديان ...
والذئب نام في وكره وبات يحلم بالذي كان ....
تلك حقيقة العملة ذات الوجهان ...
وجه ابيض اختلط بمرارة الأزمان ...
ووجه اسود ما زال عالقا في ذاكرة الولدان ...
ولكن مع مرور الأوقات والازمان ...
يبقى شيء ما قد جمع الاثنان ...
قد يدرك وقتها الملك بان الكاتب الولهان ...
قد سطر تاريخه ودونه بحروف من آلم في ذاكرة الوجدان ...
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]