جعل الله هيامي في البراري
و غدا الترحال في الدنيا شِعاري
جاهداً بالقنص أهلكتٌ المطايا
لظباءٍ زادُها لحمُ الضواري
فاستطابت رحلتي لما رمتني
في مروجٍ بعد ما جُزْتُ قِفاري
جنةٌ لما بدت آمنت أني
كنتُ مخدوعا بواحات الصحاري
يا رشا و الحسن منكِ بكل صوبٍ
حاصريني منكِ ما أحلى حصاري
الحرائرُ قد بخلن و هن قُبحٌ
فأريني يا رشا كرمَ الجواري
فلأول مرة تُبصر عيني
صورةَ الحسناء من غير إطارِ
أيها الليل البهيم أَشِحْ قليلا
فاحِمَ الأستار عن شمس النهارِ
شقّ نصفيها حُسامٌ من لجينٍ
مستعيراً عدلَه من ذي الفقار ِ
و جمالٌ لا يدانيه جمالٌ
غير ما قد كان من تحت الستارِ
صاح بي و الموجُ يلطم كل جنب
صيحةَ الفرسان في ذات السواري
فعزمت على النزال و سرت طرَّاً
لا أُبالي أين يرميني مساري
خُضت لجَّ البحر مشدوها كأنِّي
قبلها ما خُضت لجات البحار ِ
وقف الجيشان حشدا ضدّ حشدٍ
مستعينين بقوات الطواري
و جدارٌ هدمه خطبٌ عظيمٌ
كان عارا إذ به ليس بعارِ
و عراكُ ما به غير أنينٍ
و نزولٍ و طلوعٍ و انحدارِ
فخطفت النَّصر منهوكا كأني
أبدا ما ذُقت طعم الإنتصارِ
فترنَّحت كأني في سماها
كوكبٌ فارقت للتوِّ مداري
و توادعنا و قد آمنت أني
كنت مخدوعا بواحات الصحاري
[/poem]