روبوت للتجنيد

لا أقصد أن أتبارى مع ما تطرحه الصحف اليومية من مواضيع كي أقول اننا في حالة تزامن أو تراود أفكار وهذا كثيرا ما يحدث بالطبع غير أن استعارة مسمى روبوت بدا لي ملائما تماما لوصف من لا يملك ارادة وعي او فكر او حتى ضمير مثل الذين تتبعنا اعترافاتهم عبر الإعلام مؤخرا ... اعضاء خلية النفط . لا يعرفون اتجاه طريقهم ؟
أحدهم طل علينا بوجه مبتسم لم أفهم لماذا وهو يشرح كيف ان الجميع احيانا لا يعلمون إلى اين هم ذاهبون فقد تم إرسال البعض من الرياض إلى الأحساء دون ان يعرفوا لماذا هم ذاهبون للشرقية عليهم الانتظار حتى يأتيهم أمر الرصد أو غيره من العمليات .

يريدون زهق أرواحهم ومئات الآلاف من الأبرياء وسط مخطط شيطاني لتدمير آبار النفط ومخزونه ؟

ويشركون امريكا عدوة القاعدة التقليدية مظهريا كي ينقلب وطننا بل ودول الخليج إلى ساحة حرب ودمار مثل العراق الذي يحترق ؟

ما هذه التخاريف المرعبة ؟ انها تذكرنا بجنوح ومبالغات قصص الخيال العلمي المنفرة في تسليط الضوء على دمار الارض وحرق كل شيء جميل وذي روح وكأن مهمة الأعمال المستقبلية تنحصر فقط في إبادة صور الحياة . كل الذي يهمهم هو إحراز أكبر قدر ممكن من الدمار حتى أن قادتهم كانوا يزهون للمنفذين برؤية عملية ضخمة توازي ضربة سبتمبر !

ورغم ذلك وكل المكاشفات وما تم بثه من تفاصيل وتحليلات يظل هناك سؤال يؤرقنا عن هوية هؤلاء المجندين الانسانية ...كيف يتم تجريدهم من كل منطق وضمير وعقل من قبل قادتهم وشعارات بن لادن وكأنهم روبوتات لا يملكون من امرهم شيأ ؟

هل الحياة والدين والوطن والناس والقيم كلها لعبة ؟

هل الحروب والإرهاب ايضا لعب يتسلى بها المجانين دون وعي أم أنهم يتصورون أنهم أمام ألعاب اليكترونية واندمجوا حتى لم يعد هناك فاصل بين الحقيقة والخيال ؟

الواقع انه حتى الكتابة عن سيناريو هذه المخططات او التعليق عليها تبدو أحيانا وكأنها غير حقيقية من شدة انحراف وصدمة تخيلها . مكاشفات الإعلام والأمن مهمة وطنية يجب ان تستمر وتلح في مخاطبة بعض الوعي المفقود في عقول المراهقين والشباب ومن هو في طور مشروع ارهابي ...يجب ان تستمر محاولات المكاشفة كي نشكل مرايا يرى الضائعون من خلالها أنفسهم ويواجهون أفكارهم التدميرية كل يوم ولو كنت في موقع مسئول لطلبت ان يشاهد كل فر د من اعضاء هذة الخلية تسجيلات اعترافاتهم بشكل دوري فربما يطرأ عليهم ان يتساءلوا بتركيز عن جدوى كل هذا الخراب وضرب منشآت البترول وهدم الحياة وقتل الأبرياء .. ربما يستوعبون عندها الأهداف الحقيقية من وراء تجنيدهم وحجم الإبادة الشاملة التي يحلمون بها ومع ذلك يدعون أنهم مسلمون ...يتجاهلون توجيه ان إماطة الأذى عن الطريق صدقة ويصرون على ملء كل دروبنا هدماً وترويعاً .


بقلم / شعاع الراشد