لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ
فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ
مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ
وَهَـذِهِ الـدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ
وَلا يَـدُومُ عَـلى حـالٍ لَها شانُ
أَتـى عَـلى الـكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ
حَـتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما كانُوا
أَيـنَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ
وَأَيـنَ مِـنهُم أَكـالِيلٌ وَتـيجَانُ ؟؟
فَـجائِعُ الـدُهرِ أَنـواعٌ مُـنَوَّعَةٌ
وَلِـلـزَمانِ مَـسرّاتٌ وَأَحـزانُ
وَلِـلـحَوادِثِ سـلوانٌ يُـهوّنُها
وَمـا لِـما حَـلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ
حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس
ما فـيـهِنَّ إِلّا نَـواقِيسٌ وصـلبانُ
حَـتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ جامِدَةٌ
حَـتّى الـمَنابِرُ تَـبكي وَهيَ عيدَانُ
أَلا نُـفوسٌ أَبـيّاتٌ لَـها هِـمَمٌ
أَمـا عَـلى الـخَيرِ أَنصارٌ وَأَعوانُ
يـا مَـن لِـذلَّةِ قَـوم بَعدَ عِزّتهِم
أَحـالَ حـالَهُم كـفر وَطُـغيانُ
بِـالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلهِم
وَالـيَومَ هُـم في بِلادِ الكُفرِ عُبدانُ
فَـلَو تَـراهُم حَيارى لا دَلِيلَ لَهُم
عَـلَيهِم مـن ثـيابِ الذُلِّ أَلوانُ
وَلَـو رَأَيـت بُـكاهُم عِندَ بَيعهمُ
لَـهالَكَ الأَمـرُ وَاِستَهوَتكَ أَحزانُ
لِـمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ
إِن كـانَ فـي القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ
أبو البقاء الرندي