“مؤرخ الإخوان” أحمد رائف
يعترف:
حادث المنشية “حقيقي” و”غير مفبرك”
فريد عبدالخالق: خطة اغتيال عبد الناصر وضعت عام 1953
ناجح إبراهيم: الإخوان لقنونا كراهية زعيم الأمة
الجماعة الإسلامية: جمال عبدالناصر استطاع تحرير
القرار الوطني المصري وجعله نابعًا من الإرادة المصرية الخالصة
المتهم السادس باغتيال عبد الناصر: “الإخوان” دبروا المحاولة بالتعاون مع محمد نجيب وقدأعطيت شارة إطلاق النار عليه وافتديته عندما وجدته شجاعًا
…………………………………………………………………..
مفاجآت جديدة ومدوية بدأت تتكشف فى قصة ادعاءات الإخوان على مدى أكثر من
نصف قرن بأن حادث محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر فى المنشية عام
(1954) مفبرك وغير حقيقى. الآن.. يعترفون بأن الحادث حقيقى.. والكلام على
لسان أحمد رائف “مؤرخ الإخوان” فى حوار معه بثه موقع “الجماعات
الإسلامية”.. وأهمية الاعتراف أن صاحبه ردد لحقب طويلة اتهامات لـ
“عبدالناصر” بأنه “فبرك” هذا الحادث للتنكيل بالإخوان. الآن.. يقول ويؤكد
بنفسه أن تلك الادعاءات ذاتها “مفبركة”. ومن جانبه كشف فريد عبدالخالق من
كبار قادة جماعة الإخوان وأحد مؤسسيها، أسرارًا جديدة حول العملية الفاشلة
التى استهدفت اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر بـ “الإسكندرية” عندما كان يلقى
خطابًا جماهيريا فى مناسبة احتفالات 26 يوليو 1954. أكد فريد عبدالخالق أنه علم بهذه الخطة فى 1953 بوجود تحرك فردى من بعض رجال الإخوان.
وأن هذه التحركات تهدف لاغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، وأكد “فريد” أنه فور
علمه بهذه الأقاويل التى كانت سائدة فى أوساط ليست بقليلة بصفوف الإخوان،
نقلها على الفور إلى المستشار حسن الهضيبى المرشد فى ذلك الوقت وأخطره بهذه
المعلومات.. وأن الأخير استنكر هذا المخطط واعتبره ضد مبادئ الجماعة
وسياستها الدعوية. وطلب من “فريد” الكشف عن أسماء أصحاب المخطط.. واستكمل
عبدالخالق، بأنه التقى “هنداوي” فى إمبابة وطالبه بوقف العملية فورًا لأن
“الهضيبي” أعلن رفضه لها ومعارضته للقائمين عليها، وبأنهم لن يكونوا من
الإخوان المسلمين، لأن مبادئ الجماعة دعوية وليست سياسية ولا تهدف إلى
الاغتيالات كما قال! وأضاف الأستاذ فريد عبدالخالق فى شهادته التى رواها لـ
“العربي” أنه فشل فى مقابلة محمود عبداللطيف ولكنه التقى “هنداوي” الذى كان
رئيس اتحاد الطلاب ونبه عليه عدم تنفيذ “العملية” لأن الإخوان وعلى رأسهم
المرشد رافضون وأخطره أنه إذا كان من الإخوان فعليه الطاعة وتنفيذ الأوامرالصادرة إليه بوقف العملية.. وإذا كان من خارج الجماعة فعليه التوقف عن
القتل.. لأنه فى الحالتين سوف تعلن جماعة الإخوان رفضها الحوار بطلقات
الرصاص.
واستكمل “فريد” بقوله إنه لم يبلغ الرئيس جمال عبدالناصر بهذه
العملية رغم الصداقة التى جمعتهما معًا، لأنه لم يكن على يقين أن هناك عملية
بالفعل تستهدف عبدالناصر فى ميدان المنشية بـ “الإسكندرية” أثناء احتفالات
الثورة لعام 1954. وكشف فريد أن الرئيس عبدالناصر عرض على الإخوان الدخول
فى هيئة التحرير، ولكن الجماعة رفضت على اعتبار أنها جماعة دعوية ودينية
وليست سياسية أو حزبية وهو الرفض الذى فجر الصدام مع عبدالناصر إلى جانب
رفض الإخوان إلغاء الأحزاب وقانون الإصلاح الزراعى وهى القرارات التى
أصدرتها الثورة فى سنواتها الأولى.. واعترف أن الهضيبى أبلغ الرئيس
عبدالناصر عن استعداده لتسليمه مفتاح المركز العام للإخوان منعًا للصدام مع
النظام الشرعى للبلاد. كما أكد د. ناجح إبراهيم ـ القيادى التاريخى
بالجماعة الإسلامية ـ أن الزعيم جمال عبدالناصر كان مخلصًا لوطنه ويكفى أنه
“حرر” الإرادة الوطنية وجعلها مصرية خالصة وقطع وغل الأيادى الأجنبية، وقطع
الطريق عليها فى التدخل بالشأن المصرى. وقال ناجح لـ “العربي”: إن هذه
الأيام التى نعيشها جميعًا وتشهد فيها البلاد حالة من البطالة وغيرها من
الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، تجعلنا نعترف بأن حكم عبدالناصر شهدت فيه
البلاد خيرًا عظيمًا، كان على رأسه الضمان الاجتماعى وإيجاد وسائل الرزق
للجميع والعمل لكل شاب وهو ما نفتقده هذه الفترة. وأضاف أن الرئيس جمال
عبدالناصر كان فى إمكانه أثناء فترة حكمه أن يكون شديد الثراء هو وأسرته
لأن ممتلكات البلاد حينذاك تقع فى قبضة يده ولكنه لم يفعل لأنه كان عفيفًا
وشريفًا وطاهر اليد.. فى الوقت الذى كان الملك فاروق يمتلك هو وأسرته ربع
الأراضى الزراعية فى مصر.. ولو أراد عبدالناصر أن يمتلك هذه الأراضى
والثروات لفعل.. فى الوقت الذى نرى فيه اليوم أشخاصًا من متوسطى الثراء
يملكون ما كان يمكن أن يملكه عبدالناصر وقتها وكانت ملك يديه ولو أراد
الحصول عليها لفعل.
واعترف ناجح إبراهيم بسيطرة الفكر الناصرى على كل ومعظم
أعضاء الجماعة الإسلامية، لأن هذه الفترة كانت فيها مصر ذات مكانة عالية
بين الأمم ولم تخضع لقوى إقليمية أو دولية ولهذا كان عبدالناصر فى ذلك
الوقت معشوقًا جماهيريا. وأضاف أن أعضاء الجماعة من الجيل القديم كانوا
يؤمنون بفكر عبدالناصر وهذه الفترة هى البداية لما يعرف بمرحلة الحب الشديد
والتى جاءت للمكانة العالية لـ “مصر” بين الأمم.. ثم جاءت مرحلة الكراهية
الشديدة وهى التى نقلها لنا الإخوان بالسجون والمعتقلات.. وأخيرًا جاءت
مرحلة التقييم استنادًا إلى فكر العلامة ابن تيمية الذى قال: إن العبد فيه
خير وشر وطاعة ومعصية فيوالى من حيث طاعته ويعادى من معصيته.. وهذه القاعدة
هى أساس التعامل مع الزعيم عبدالناصر.. لأننا كنا نتعامل معه فى الأول بأنه
خير لا سواد فيه وخلال المرحلة الثانية تعاملنا بأنه شر لا بياض فيه.. ولكن
جاءت مرحلة التمحيص والتدقيق ووجدنا واعترفنا فى النهاية.. بأن جمال
عبدالناصر كان رجلاً مخلصًا.
…………………………………………………………………..
*أكد الكاتب الإخواني أحمد رائف انها كانت محاولة حقيقية، لا تمثيلية
كما قال ويقول الإخوان، وأدى حديثه الذي نشرته له من مدة جريدة ‘نهضة
مصر’ اليومية المستقلة إلى ردود أفعال متباينة، قال عنها يوم الثلاثاء
في حديث نشرته له ‘الدستور’ وأجراه معه زميلنا صلاح الدين حسن : ‘لم
أتصور أن يلقى هذا الحدث هذا الجدل الواسع والعنيف لا يجب أن يكون
الاختلاف حول وقائع تاريخية رآها البعض من منظورات مختلفة سببا في
إحداث ضغائن إن حادث المنشية لم تقم به جماعة الإخوان بشكلها الرسمي
كتنظيم ولكن قام بها اثنان من الإخوان وعرف بهذا الأمر عدد آخر لا يقل
عن أربعة أو خمسة وتصادف أن هذا العدد الآخر من كبار الإخوان كعبد
القادر عودة ويوسف طلعت ومحمد فرغلي وآخرين مثل أحمد عادل كمال وأحمد زكي
وقد حاول بعضهم وقف تنفيذ هذه العملية إلا أن السياسة العامة عند
الإخوان في ذلك الوقت كان يشوبها شيء من الإضطراب وعدم وضوح الرؤية فيالتعامل مع جمال عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة، وكانوا لا يعلمون كيف
يتصرفون معهم كان هناك قطع بعدم اغتياله بقرار من المرشد العام حسن
الهضيبي إن أول من نبهني إلى أن حادث المنشية ليس مفبركا هو حسن
الهضيبي عندما التقيت به في السجن عام 1965 وأضاف ‘ تتبعت خيوط كل من
له علاقة بهذه القصة حتى وصلت إلى أن الإخوان دبروا محاولة القتل فكرة
أنها تمثيلية تستهوى الإخوان حتى تظهرهم بمظهر المجني عليه والمغلوب
على أمره’ ما المشكلة أن أقول نعم هناك واحد من عندي حاول أن يغتال
عبدالناصر، ولكني لم أعطه أوامر بذلك؟! إن محمود عبداللطيف قرر السفر
إلى الإسكندرية قبل الحادث بيوم وأن سعد حجاج زميله في الشعبة قام
بتوصيله لمحطة القطار على أنه سيذهب الى طنطا ليبتعد عن عيون الأمن
التي باتت ترصد الإخوان ولم يخبر أن عبداللطيف اختفى في الإسكندرية حيث
اتجه الى ‘لوكاندة السعادة’ وبدل ملابسه واستراح، وفي تمام الساعة
السادسة نزل للمنشية لكي يضرب جمال عبدالناصر لما علم يوسف طلعت يوم 26
أخذ قرارا بإلغاء العملية وقام بالاتصال بإبراهيم الطيب الذي اتصل
بدوير يطلب منه إلغاءها إلا أنه قال له ‘أنا لا أستطيع إيقاف العملية
واللي حصل حصل’ وكانت الاتصالات في هذا الزمن صعبة’ ويعقب رائف على
صراخ هنداوي دوير يوم تنفيذ حكم الإعدام حيث قال ‘فين جمال عبدالناصر،
احنا متفقناش على كده’ قال رائف: أنا حقق معي وأيضا عادل كمال ومحمود
جامع وكل هذه الأسماء حقق معها بمعرفة الأجهزة الأمنية، وكانت أهم كلمة
يبدأ بها المحقق ‘إننا سنجعلك شاهد ملك ولكن احكي لنا كل شيء بالتفصيل
وهنطلعك من القضية زي الشعر من العجين’
إن سذاجة عملية الاغتيال وبساطتها هي التي دعت الكثير لاعتبارها
تمثيلية الإخوان كانوا ينوون قتل عبدالناصر قبل هذا الحادث بشهرين ولكن
صدر قرار بإلغاء مثل هذه العمليات واستهجن رائف قراءة التاريخ على أساس
الهوى والميل، مشددا على انه لا يقرأ إلا على أساس التجرد وذكر
الحقائق، بعيدا عن الخصومات السياسية ودلل رائف على ذلك بأن محمد نجيب
الذي يتعاطف معه الإخوان الآن كان يكره الإخوان خلافا لعبد الناصر
وقال: كان نجيب يشرب الخمر فلما سئل عن سبب كراهيته للإخوان قال ‘إنتم
عايزين الإخوان ييجم يمنعو الخمر ويقول لنا قال الله وقال الرسول’ وفجر
رائف مفاجأة من العيار الثقيل بقوله إن حسن البنا كان مشروعه الأساسي
الانقلاب العسكري في مصر وتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية ولذلك أنشأ
أكثر من تنظيم سري واحد في الجيش بقيادة الصاغ محمود لبيب والثاني في
الشرطة بقيادة صلاح شادي وآخر مدني يرأسه عبدالرحمن السندي إضافة إلى
هدفه وهو محاربة المستعمر في مصر وفلسطين ويضيف رائف أن البنا كان يرى
أنه يجب أن تتحول الجماعة كلها إلى نظام خاص، وكان يسير في هذا الاتجاه
فالرجل كانت سنة صغيرة وكانت خبرته السياسية ليست كبيرة وكان لا يعلم
أن إنشاء مثل هذه التنظيمات السرية من شأنها أن تتمرد عليه وتتصرف وفق
هواها’