يا صاحبة البسطة ؟؟؟

عزيزتي أم عمر: تحية تليق بك.
بالإشارة إلى اتصالك بي قبل أيام، وعوداً إلى مقالي الموسوم (اكتتاب بسطة)، أود أن أشير إلى أنني وفي الوقت الذي قدرت حرصك على الشفافية والإفصاح عن نشاطاتك التجارية المتمثلة ببيع المسابح، والطواقي (والألعاب النارية تحت الطاولة)، فإن العبد الفقير إلى الله، كاتب هذه الأسطر، أبو عبدالله غفر الله له، جرأته شجاعتكِ ليعترف لكِ أنه لا يفقه في سوق الأسهم شيئاً، وأنه قد تورط مع المتورطين، وتعثر مع المتعثرين، وأنه لا شيء يعزيه مثل كونه واحداً من الفئة المتوسطة، يفرح لفرحهم( قلل سوق الأسهم من لحظات المتعة عند من لا ينتمي إلى فئة الهوامير)، ويحزن لحزنهم.
يا أم عمر، يا سيدتي المكافحة الجريئة، القصة ليست قصة "خذني جيتك". السوق، قائم على قوائم مالية، لا أعرفها أنا ولا أنتِ، وميزانيات، وإفصاح عن نشاطات، وشفافية، ووضوح، وحِدّة. نعم حِدّة، ألم تنته إلى الأسهم المستخدمة في الترويج لحملات التثقيف التي مارستها سوق المال؟! أسهم يمكنها أن تشق قلوب صغار المستثمرين، هؤلاء الرعاع، الذين لا يفقهون في عالم المال، صرفاً ولا عدلاً، ويتطاولون الهمم ليرتاحوا مالياً!

تعسوا وخابوا!
هؤلاء الذين أفسدوا السوق!
هؤلاء الذين لا يفقهون شيئاً في عالم الاستثمار.
هؤلاء البسطاء والغلابة، الذين يريدون أن يُحَسّنوا مداخيلهم!
لماذا يحسنون مداخيلهم؟!
لم لا يعيشون كفافاً؟!

لماذا لا يقبلون بالتقسيط طوال عمرهم؟! وبالديون، كل حياتهم؟! إن الدَّينَ مدعاةٌ لانتشار ثقافة العمل، واسألوا وزارة العمل. وإن الفقر لوسيلة لمعرفة الناس قدرهم، واسألوا هيئة حقوق الإنسان.
يا أم عمر، لا تغرنكِ كثرة شركات الخشاش، ولو أثرتِ الكثير من الهوامير، كما لا يغُرنكِ تحول شركات الخشاش في أسهمها إلى ما يعادل شركات البتروكيماويات، ولا تظني يوماً أن الواسطة سبب لذلك، فهذا تفسير الموهومين بنظرية المؤامرة، وأربأ بكِ يا أم عمر أن تكوني مؤامراتية الذهن.

يا أم عمر، لا تحسبي عدم رد هيئة سوق المال عليكِ تكبراً فيها، معاذ الله، فوالله إني لأعرفهم متواضعين، لكنكِ لا تعلمين لعلهم (بلشانين) يا أم عمر، مثلكِ إذا اشتريتِ كمية من طواقي الزري، ولم تجدي لها تصريفاً.
محبتي يا أم عمر، وأرجو أن تختاري مُكاتبكِ ضمن المؤسسين إذا سهّل الله أمركِ قريباً.
التوقيع: أبو عبدالله غفر الله له!

بقلم / تركي الدخيل