حربنا مع حوادث السيارات لا تنتهي فالموضوع خطير وهام خاصة بعد حادث الجبيل الذي أودى بحياة ستة اطفال أبرياء لا ذنب لهم سوى أن هناك طفلا أرعن أعطاه والداه سلاحا خطيرا في يده قبل أن يتأكد من حكمة ونضج ابنه وهذه الحال عندنا!! السيارة في يد الأطفال مثلها مثل لعبة "البلاي ستيشن" تمنح لأي طفل بسهولة للعبث بها، والا ما انتهينا الى أن يكون هناك عشرون حالة وفاة كل يوم وفي كل ساعة وعشرين دقيقة يموت شخص واحد بحوادث السيارات، كما ذكر د. عبدالله عبدالمحسن الفرج في زاويته "المقال" المنشورة في جريدة الرياض يوم الجمعة 19 ربيع الآخر 1434ه. وهذه نسبة عالية مخيفة!!
إن الهدر البشري والاقتصادي الذي تكلفه هذه الحوادث مرهق جداً جداً خاصة البشري فالإنسان روح ثمينة ينبغي أن لا يفرط بها بسهولة.
قرأت بعضا من آهات حزن ولوعة من فقد ابنا له في حادثة الجبيل وفكرت ملياً في مشاعر المراهق الذي تسبب في الحادثة كيف أمضى ليلته بعد الحادثة؟ بل كيف سيمضي بقية عمره وقد سلب حياة بريئة وفرض على أسر قد تعيش العمر كله تبكي وتحرم من نعمة السعادة؟!
وكيف كانت ليلة والديه اللذين ساهما في قتل أطفال لا ذنب لهم سوى وجود شخص سلم سلاحا قاتلا! لُبيت رغبته الطائشة في سن صغيرة وفعلاً أثبت عدم قدرته على تحمل المسؤولية ولكن من دفع الثمن؟ أسر بريئة لا ذنب لها فقدت أعز ما تملك!!
لن أقول حان الوقت لوقف هذا النزيف الدموي المستمر.. فلقد طالب العديد بوضع قوانين صارمة تضرب بيد من حديد تجاه شوارعنا التي تحولت الى حرب ضارية، ولكن دون جدوى!!
أقول الآن لماذا نقف ونمثل دور المتفرج إزاء ما يحدث؟
هل من جواب؟!
د/ حنان حسن عطا الله
هل من جواب ؟
العرض العادي
