عندما نتحدث عن سوق هو الأكبر في المنطقة العربية في مجال النقل الجوي، ونجد شركاته إما تخسر كـ«السعودية»، أو تفشل وتنسحب من نقاط الخدمة الإلزامية كـ«ناس»، أو تفلس وتتوقف عن العمل تماما مثل «سما»، فإننا حيال مفارقة عجيبة لن يغني معها استجلاب ناقلات أخرى ما لم نعثر على الحلقة المفقودة التي هي خارج دائرة البحث حاليا.
أضعنا ست سنوات عجاف من تجربة فتح الأسواق، ضاعت هباء، وسجلت العملية ضد مجهول.
نحن بصدد إعادة التجربة ومن نقطة الصفر مع شركات أخرى من خلال مفاوضات طويلة و«شاقة» وغير شفافة قد تحتاج من الوقت أكثر مما تحتاجه بعض الدول للانضمام للاتحاد الأوروبي.
قرار صغير من نصف سطر كان ممكنا أن ينقذ الموقف ويحافظ على بقاء الناقلتين، وهو رفع سقف الأجور بما يتوافق مع الارتفاع الذي طرأ على أسعار الوقود.
عندما تقدمت «ناس» و«سما» بطلبات الترخيص كان سعر البرميل 52 دولارا، وزاد السعر بما يعادل 46% في السنة الأولى، و88% في عام 2008م، و19% في عام 2009م، وبلغت معدلات الزيادة في GDP deflatov منذ عام 2000م ما بين 50% و60% وفقا للبنك الدولي.
شركة تراها تخسر لهذه الأسباب، وتمنعها عن رفع الأسعار، ولا توافق على دعمها بالوقود.. هذا ما هو معناه؟ ولماذا يحصل؟
عندما نستطيع فك شفرة هذه الألغاز يمكن أن نفكر في تحقيق صناعة جوية محترمة.
عيسى الحليان
عكاظ