•• هناك مشكلة حقيقية لدى أقسام الطوارئ بمستشفيات المملكة.. ليست الحكومية فقط وإنما حتى الأهلية أيضا..
•• وكما هو معروف فإن قسم الطوارئ في أي مكان من هذا العالم يعني تقديم أعلى وأسرع وأوفى الخدمات الطبية لمريض يصارع بين الحياة والموت، وإن أي قصور أو تراخ أو تأخير في تقديم هذا المستوى الرفيع من الخدمة معناه فقدان هذا الإنسان المستغيث لحياته لا محالة ..
•• ولكي تتوفر أسباب النجاة الفورية والعاجلة والوافية فإنه لا بد من توفر الطبيب المؤهل ورفيع المستوى والتجهيزات العالية الكفاءة وحسن التصرف وتوفر عنصر السرعة مع ضمان الإتقان للخدمة.. لأن أي خطأ أو تباطؤ أو سوء تشخيص قد يؤدي إلى وفاة هذا المستغيث في أي لحظة ..
•• هذه المسلمات وفي مقدمتها وجود سرير جاهز لاستقبال كل حالة.. تمثل مشكلة كبرى وتؤدي إلى وفاة المئات قبل إسعافهم.. فلا السرير متوفر.. ولا متخصص طب الطوارئ موجود.. ولا الإحساس في كثير من الأحيان بخطورة وضع المريض أو المصاب في أحد الحوادث متوفر.. ولا الأجهزة كافية أو حديثة أو ميسورة في معظم الأحيان ..
•• فلماذا يحدث هذا ؟!
•• يحدث من وجهة نظري.. لأن الاهتمام بهذا القطاع الهام لم يرق لدينا كمجتمع.. وكمؤسسات طبية.. وكوسائل إنقاذ إلى المستوى الذي نشعر فيه بأهمية حياة الإنسان ..
•• ومن مكاني هذا أناشد الأخ والصديق والإنسان الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة.. وكل مسؤول عن مستشفى أهلي أو حكومي.. أو جامعي.. أن يضعوا هذا الأمر في مقدمة أولوياتهم مع بداية العام الميلادي القادم وأن يسخروا جزءا كبيرا من ميزانياتهم وشيكة الصدور للاهتمام بطب الطوارئ.. وبالإنسان الذي يأتي إليهم في الرمق الأخير من الحياة.
ضمير مستتر:
•• إذا اختفت الإنسانية من المكان الذي يفيض إنسانية.. فأين يمكن أن نجدها ؟
د / هاشم عبده هاشم
عكاظ