مجلس الشورى و الحبر على الورق

اكتشف مجلس شورانا الموقر أن خططنا الخمسية حبر على ورق، قال بداية إنها خطط جميلة إلا أن إهمالا في المتابعة شابها، وأن بعض الوزارات لم تقم بواجب التنفيذ، استشهدوا بزيادة معدلي البطالة والضمان الاجتماعي، وتساءلوا كيف يمكن أن تكون هناك تنمية مع ارتفاع هذين المعدلين. جميل ما قالوا وإن توصلوا له متأخرين، إلا أنه أفضل من ألا يصلوا، وهي بادرة جيدة في الاقتراب أكثر من هموم ومطالبات المواطنين، وليس لنا ــ كمواطنين ــ إلا مباركة الخطوة، وإرفاق المباركة ببعض الاستفسارات، إن أذن المجلس الموقر.

الآن وقد عرفت العلة، هل يمكن تدارك الأمر، هل سيقوم المجلس بدوره في استدعاء الوزراء المقصرين، وأولهم وزير التخطيط لعدم المتابعة وباقي الوزراء لمعرفة سبب التقصير؟ صحيح أن علم الإدارة يفصل بين التخطيط والتنفيذ ليتمكن المنفذ من اكتشاف سلبيات التخطيط والعمل على علاجها بتعاون المخطط، بيد أن هذا لا يعني أن دور المخطط ينتهي بوضع الخطة، بل إن دوره يبدأ مع خطوات التنفيذ، من هنا ينشب السؤال: كيف بنيت خطط تسع بينما الخطة الأولى لم تحقق أهدافها، كيف ظلت هذه الأهداف تنسخ من خطة سابقة إلى لاحقة دون أدنى تقدير لما نفذ منها حتى يمكن البناء عليه، ما هي آلية وضع الخطة أم تراها كانت توضع بشكل آلي؟

الوزارات المقصرة كان لها عضو مشارك ومشاور وصوت في وضع الخطط أو حين استلامها للتنفيذ، هل تابع كل وزير مسؤولية وزارته فيما يخصها من الخطة، كيف استلمت هذه الوزارات ثماني خطط ولم تنفذ شيئا منها، مرة أخرى هل كان استلام الخطط آليا كوضعها، أم أن عدم التنفيذ كان هو الآلي وعدم المبالاة كان هو السائد، من المسؤول عن هدر بلايين الريالات على خطط ورقية، ومن المسؤول عن إحباط آمال ملايين المواطنين. ليس هذا بكاء على لبن مسكوب، بل دعوة لحفظ المتبقي منه، فهل يتكرم مجلس الشورى بتشكيل لجان متابعة لمساءلة كل وزارة دوريا عن منجزاتها ومحاسبة المقصر، لديه الخطة كاملة ويمكنه معرفة نسب التنفيذ وكشف اسم المقصر بكل شفافية، ساعتها سيفهم المواطن كوامن الخلل وسيتفهم دور مجلس الشورى.

عبد المحسن هلال
عكاظ