عجائب في الخلق .
_ قد يقع للبطة البرية حادث خطر اثناء بحثها عن غذائها من الاسماك المحارية ، اذ قد تطبق على منقارها محارة ( الموسل ) ، وإذ ذاك لا تستطيع البطة التخلص من قبضتها مهما دقت بالمحارة فوق الصخور ، ولكن تفكيرها الحكيم يهديها عادة الى التوجه الى بركة الماء العذب ، وهناك تغطس هذا الحيوان الذي لا يعيش إلا في الماء المالح ، وعند ئذ تضعف قوته ، فتنفرج فلقتا المحار .
فمن اين اتى هذا التصرف الحكيم ؟
وكيف نعلل انتقال هذه المعلومات الحكيمة الى الابناء دون ان يجروا التجربة بأنفسهم ؟! .
_
تحدث الفيلة اثناء تناولها للطعام في الغابة جلبة شديدة بسبب ما تفعله من تكسي فروع الاشجار وإسقاط بعض الاشجار ارضآ .
إلا ان القطيع عندما يشعر بخطر ما ، يستطيع ان يتسلل في هدوء دون أن يحدث اي صوت ، ودون ان يكسر أي غصن صغير يفضح مخبأه ، فمن علمه أن يكمن من الخطر حفاظآ على حياته ؟! .
_ للتمساح صديق حميم من الطير ، وهو طائر ارقط صغير يسمى ( الشقراق ) يحمله احيانآ على ظهره اثناء سباحته في الماء ، فإذا امسك بفريسته وأكلها ، فتح فكيه الواسعتين القادرتين على طحن الحجارة ، وأقبل ( الشقراق ) عليه ، ودخل في فم التمساح بكل طمأنينة ، والتقط بقايا الطعام من فمه ، ويسر التمساح لهذه العملية ، لأن هذا الطائر يزيل بمنقاره الحاد كل ما علق بين اسنان هذا الوحش المفترس ، وكأنما هو ينظفها بفرجون . فهل فكرت باللغة التي كانت وسيلة التفاهم بين هذين الحيوانين ؟! وهلا امعنا النظر بوفاء التمساح للطائر ، اذ لا يطبق فكيه إلا بعد ان يخرج ( الشقراق ) من بينهما ؟! .
_ يظل الحمام المعروف باسم ( الحزين ) محلقآ فوق الصحراء الجافة المحرقة وقت الظهيرة ، ويبدو كما لو كان لا رجاء له ، ولكن الواقع انه يعرف بالضبط الى اين هو ذاهب ، انه يكون متجهآ صوب نبع خفي في قلب الصحراء . فهل فكرت بدقة الاجهزة التي ترشد ه على موارد الماء ، وهو على بعد كبير منه ؟! وأين مواقع هذه الاجهزة .