ما حدث من قبائل منطقة تبوك خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين للمنطقة عبر عما يكنه المواطن لهذا الوطن و لقيادته الرشيدة التي لاتألوا جهداً لرفعة هذا المواطن و تقدمه و تيسير امور حياته بما تقدمه من خدمات جلية على جميع الأصعدة و لكن المؤسف جداً ان البعض جعل من هذه المناسبة الغالية على القلوب ميداناً للتفاخر الشخصي و العصبية القبلية و أعني هنا قبائل المنطقة التي جرى بينها سباق تنافسي محموم كان الهدف منه الظهور الاعلامي ليس إلا .
فكل قبيلة شمرت عن ساعديها و استأجرت القصور و بيوت الشعر و تكلفت عشرات الملايين من الريالات مستبقين الحدث بشهر لكي يتنافسوا فيما بينهم . و لتثبت كل قبيلة انها الاكبر و الاغنى و انها خارج المنافسة . و استأجروا القنوات الفضائية لكي تصور احتفالاتهم السابقة للزيارة . و ليت هذه الاحتفالات ظهرت بالمظهر اللائق الذي يمثل حقيقة هذه القبائل . بل جاءت سطحية في المجمل و لا تمثل هذه القبائل اطلاقا . فقد جاءت ضحلة من حيث التقديم و من حيث الكلمات التي القيت و من حيث القصائد التي صورت . و حتى ان هذه الفضائيات لم تختار من صفوة مذيعيها و معديها للاشراف على الموضوع . و هذا يعني فشل و عدم المام من اشرفوا عليها بأبجديات الاعداد و التنظيم . و رجعت على القبائل بأثر عكسي . و صورت حالة من البدائية بعكس حقيقة هذه القبائل التي تملك طاقات كبيرة من المثقفين و الموهوبين على جميع الأصعدة .
و المصيبة الاكبر ان البعض انشقوا عن قبائلهم الام و استقلوا و اقاموا احتفاليات خاصة بهم و اصبحت العملية مجالا لتوليد الاحقاد فيما بينهم و المشادات و التلاسن و ما الى ذلك من امور تحث على العصبية و التفرق و البغضاء.
الكل يعلم ان برنامج الحفل موضوع من قبل امارة المنطقة و محدد مسبقاً . فلماذا هذا البذخ و هذا الاسراف و هذه المخيمات و البهرجة التي تكلفت الملايين و كلهم يعلم ان خادم الحرمين لن يمر عليها لازدحام برنامج زيارته .
لماذا لم يكتفوا ببرنامج الحفل المقرر . و لماذا اهدروا هذه الملايين بلا مقابل و كبدوا قبائلهم الكثير بدون جدوى . كان الأجدى و الأنفع لهم و لمجتمعهم ان يتبرعوا بهذه الملايين للفقراء و اليتامى و المعوزين و يسددوا بها عن سجناء قبائلهم من المعسرين و اصحاب الحاجة و هذا التصرف الانساني لو حدث لكان أسعد خادم الحرمين الشريفين و اسعد الجميع . بدل التمظهر و الوجاهة التي لاطائل منها .
و قد قام صاحب السمو الملكي الامير / فهد بن سلطان امير منطقة تبوك بلفتة غاية في الحكمة و الحنكة و بعد النظر حين منع اللافتات القبلية اثناء الحفل . و هذا المنع هو رسالة من سموه للقبائل تفيد بأن الزائر هو ملك القلوب و الوطن . و ان الجميع مواطنون و سواسية و لا فرق بينهم . و ان ما يجب الحرص و الافتخار به هو وطننا و سعوديتنا . فكلنا ابناء وطن واحد و دم واحد ندين بالولاء لولاة امرنا و لبلادنا . و لكن البعض للأسف لم يقدر هذه الأمور و لم يقدر لحمة الوطن و نسيجه الواحد . و ذهب يبحث عن الشهرة و الظهور و قد رجع عليهم هذا الظهور بمردود عكسي و سلبي و لم يظهر الجانب المضيئ لهذه القبائل . آخر دعوانا ان الحمد لله على نعمة الامن و الامان و على عدل حكومتنا التي ساوت بين جميع مواطنيها في جميع المجالات و التي ندين لها هي بالولاء و الطاعة و ليس للقبائل و العصبية و المفاخرة . فنحن مواطنون أولا و أخيراً و ننتمي لوطننا الذي يحتوي كل الشرائح .