التحذير من كوارث أو حروب تقوم من أجل تحقيق الأمن المائي قديم، خاصة وأن الكميات المتاحة من الماء في العالم محدودة في الوقت الذي يزداد فيه عدد السكان وتزداد احتياجاتهم، كما يزداد الجدب والجفاف، ويزداد أيضا تلوث المياه، أما الحديث عن الأمن الغذائي فحديث، ومع ذلك فإن التحذيرات من مجاعات وثورات شعبية بل وحروب نتيجة لنشدان هذا الأمن لا يمكن إهمالها، إذ أنها صدرت من مسؤولين يتولون مراكز خطيرة، وذات تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، وهم على التوالي شتراوس كان مدير صندوق النقد الدولي وزوليك مدير البنك الدولي، وأخيرا بوش نفسه التي تسببت دولته في أزمة الحبوب العالمية وخاصة القمح حين قرر الكونغرس مضاعفة إنتاج الايثانول أو الوقود البيولوجي خمس مرات، والثورات والاضطرابات بدأت فعلا وآخرها استقالة رئيس هاييتي بعد الاضطرابات التي حدثت في هذا البلد .. المهم أصبحت كلّ دولة تبحث عن أمنها الغذائي ولا تفكر في الآخرين كالهند التي منعت تصدير كل أنواع الأرز ما عدا البسمتي الذي حددت سعر التصدير ب 1200دولار للطن، أما نحن هنا فمواردنا المائية محدودة، كما أن الآبار الارتوازية العميقة لا تتجدد، وقد استنزفناها في زراعة القمح، ولهذا يجب أن نتجه إلى السودان، وهذا ما فعله الراجحي الذي يزرع الآن 20ألف فدان فيه ويخطط لزراعة 50ألف فدان آخر، كما أن هناك مستثمرون آخرون سعوديون يفكرون في إقامة مشروعات زراعية في شمال السودان، ويجب أن يكون هدفنا زراعة مليوني فدان من القمح في هذا البلد الشقيق الآمن إن شاء الله.
بقلم / عابد خزندار