بوش يحاول من جديد اقناع الملك عبدالله برفع انتاج الخام
منذ 10 ساعة/ساعات
الرياض (ا ف ب) - يحاول الرئيس الاميركي جورج بوش الذي وصل الجمعة الى السعودية في زيارة تستغرق اقل من 24 ساعة من جديد اقناع العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز برفع انتاج الخام للحد من ارتفاع اسعار النفط العالمية الا ان مهمته لا تبدو سهلة.
وفي حديث مع الصحافيين قالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو في الطائرة الرئاسية التي كانت تقل بوش من اسرائيل الى السعودية "بكل تاكيد ثمن الوقود مرتفع جدا بالنسبة للاميركيين" الامر الذي يعد من ابرز اسباب التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة.
واضافت "نحن نعتمد على اعضاء (منظمة الدول المصدرة للنفط) اوبك للابقاء على مستوى مناسب من العرض والرئيس (بوش) سيتناول هذا الموضوع مع الملك عبدالله".
وكان بوش طلب ذلك من العاهل السعودي خلال زيارته السابقة الى المملكة في كانون الثاني/يناير الا ان السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم تعتبر ان ارتفاع اسعار الخام مرتبط بشكل اساسي بالمضاربات وليس بمستوى الانتاج.
وبحسب المراقبين ليس من المتوقع ان تغير السعودية صاحبة ربع الاحتياطات النفطية العالمية واكبر مصدر للنفط في العالم (تنتج تسعة ملايين برميل يوميا) موقفها من هذه المسالة.
وبعيد وصول بوش الى الرياض بلغ سعر برميل خام برنت في لندن 34126 دولار وبرميل النفط الخفيف في نيويورك 82127 دولار
ويرى المراقبون ان الملك عبدالله مهتم اكثر بان يسمع من بوش رايه بشان سبل احتواء تمدد النفوذ الايراني في المنطقة الامر الذي يشغل الاثنان.
وعلى هذا المستوى يؤكد محللون ان الرياض ستحث بوش على الدفع باتجاه التوصل الى حل عادل للقضية الفلسطينية اذ ان هذا الحل يمكن ان يساهم في الحد من نفوذ ايران كما انها ليست في وارد دعم اي مخطط لضرب ايران عسكريا.
وكان بوش وصل مع زوجته لورا الى الرياض على متن طائرته "اير فورس 1" برفقة زوجته لورا وذلك في ثاني محطة لبوش في الشرق الاوسط بعد اسرائيل التي شارك فيها في الذكرى الستين لاعلان قيام الدولة العبرية على ان تكون محطته الثالثة والاخيرة في مصر.
وتوجه بوش بعد ذلك مع زوجته مباشرة الى مزرعة الملك عبدالله في الجنادرية (40 كلم شمال شرق الرياض) لاجراء محادثات.
وذكرت وكالة الانباء السعودية ان بوش والملك عبدالله بحثا في الجنادرية "آفاق التعاون بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة كما بحث الجانبان الأوضاع السائدة في الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وكذلك الوضع في لبنان والعراق".
وافادت الوكالة ان المحادثات اتسمت "بالشمولية والعمق والصراحة" وقد حضرها خصوصا وزيرا الخارجية الامير سعود الفيصل والنفط علي النعيمي.
ومن المتوقع ان يطلب بوش دعم الملك عبدالله للدفع باتجاه التوصل الى السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ولارساء الاستقرار في العراق ولبنان.
كما ترغب الادارة الاميركية بان تكون الرياض مثالا تحتذي به الدول العربية الاخرى عبر افتتاح سفارة لها في بغداد.
وقبيل وصول بوش الى الرياض اعلن البيت الابيض ابرام اربع اتفاقيات تعاون كبرى جديدة مع السعودية تتعلق بالتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية وحماية البنى التحتية النفطية في المملكة.
وفي وقت لاحق اكدت وكالة الانباء السعودية التوقيع في الجنادرية على اتفاق "للتعاون التقني" بين البلدين وعلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة النووية.
وجاء في بيان للبيت الابيض ان "السعوديين يتحملون مسؤولية خاصة في حماية منشات الطاقة الرئيسية عالميا والعالم يستفيد من مواردهم الوفيرة من الطاقة".
واضاف البيان ان "اقتصادنا العالمي يعتمد بشكل كبير على الطاقة السعودية.
والولايات المتحدة مهتمة بشكل خاص بمساعدة السعوديين على حماية البنى التحتية الخاصة بالطاقة في بلادهم من الارهاب كما توضح جليا من الهجوم الارهابي الفاشل على منشات ابقيق في شباط/فبراير 2006".
كما ذكر البيان ان اتفاق التعاون النووي يمهد الطريق لتسلم السعودية يورانيوم مخصب لمفاعلاتها دون الحاجة الى القيام بعملية التخصيب بانفسهم كما يفعل الايرانيون.
واضاف البيان ان "هذا الاتفاق سيمهد الطريق لحصول السعودية على مصادر امنة وموثوقة للوقود لمفاعلات الطاقة واظهار ريادة السعودية كنموذج ايجابي في المنطقة لعدم نشر الاسلحة النووية".
وتقول واشنطن ان برنامج ايران النووي هو غطاء لمساعيها للحصول على اسلحة نووية وهو ما تنفيه ايران بشدة.
وعملية تخصيب اليورانيوم هي عملية يمكن ان ينتج عنها وقود لمحطات نووية كما يمكن ان تكون نواة لقنبلة نووية