الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-08, 05:23 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الشبكة
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 1
المشاركات: 6,189 [+]
بمعدل : 0.90 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 50
نقاط التقييم: 100
الفارس will become famous soon enough الفارس will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الفارس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي فيض من القسوة و التآلف

نكتظ بالأمكنة... نغتسل بها... نطير معها بعيداً... تسكننا... نجيد دون أن نتعلم كيفية السكنى داخلها.
تصبح مدننا مفتوحة... وأزمتنا الدافئة... وعشقنا الذي لم نمارسه بعد.
نحن مسكونون بالسذاجة احياناً... وبغرام اللجوء احياناً اخرى.
نغرم فنلجأ إلى الأمكنة.
نذوب فنتخيل ان الأمكنة هي من سيتصدى لهذا الذوبان ونزيف الدواخل.
لست مغرمة حتى النخاع بالأمكنة... لكنها تفرض علي الحصار... تبدو كملامح الصيف عندما يتسلل عبر أوردتنا رغم كل التحصينات.
من يأخذ من؟
هل تأخذنا إليها... لتنثر علينا خلاصة قلقنا المركب؟
أم نأخذ انفسنا إليها عنوة لتكون هي الرحلة الحقيقية، بعد أن غابت كل ملامح المشاركين في الرحلة؟
ذات مرة شعرت ان الأمكنة وهي تتلبسني أنها هي الحياة التي عجزت عن لملمة أطرافها.
وهي دفتر الكتابة الذي ما توقفت عن تسجيل المفردات في صفحاته، بعضها مفردات صغتها بتعقل من ادمنوا خطوط اللغة.
وبعضها بمفردات من عجزوا عن فك أحرف الأبجدية.
وأنا ارتوي داخلها من نفسي التي فجأة تحولت إلى مكان يخصني .. حاصرتني دعوة الرحيل بقوة.
الرحيل كما يعجب المنفيين دائماً إلى أين؟
تتعدد الأمكنة ولكنها تبقى ذات وجه واحد، وملامح واحدة.
تشبه بعضها، وإن اختلفت مساحاتها.... وأزمنتها، وسحر كلامها الذي يختارنا بعناية.
حين نعشق الأمكنة نرسمها بالحبر الصيني الذي لا يمكن أن نمحوه.
ولا يمكن أن تذوّبه كارثة نشل الحروف.
لسنا على الهامش كما نعتقد احياناً عندما نصبح لا نملك سوى قراءة المكان خالياً ومفرغاً ممن فيه.
ولسنا نسكن الهواء عندما تتحول نار الأمكنة الى رماد بعد أن أحرقتنا ذات يوم.
نلجأ إلى المكان عندما نعجز عن الخروج منه رغم بعد المسافة.
نلجأ إليه وكأننا نفتش عن مدن نمحو من خلالها ذاكرتنا، ونبكي على أطرافها بكبرياء ونصنع من هلامها وقتاً ضائعاً هو في الأصل... كل الوقت الذي نهرب منه وإليه.
أمكنة الملح المكتظة بطعمه كيف لا؟ وأنا تلك المرأة التي أتيت من مدينة الملح، وتخيلت أنني قد غادرتها، أو شققت أمكنة جديدة لا تحمل ملوحتها.
أمكنة الملح وهي تشيد الغربة، وتحرّض على البقاء في المكان.
حتى تغدو تصويراً لأمكنة العمر كله دون أي مسافة تتوقف فيها.
هو المكان لن نتبرأ من سلطته مهما حاولنا.
ولن نفتح فضاء متسعاً يحتوينا بعد ان نغادره.
ولن نواعد أمكنة اخرى خالية من تجوال الحياة داخلها. هي الأمكنة تستوطننا، وتتأسس مع بداية كل خط نخطه داخل اطار العمر، هي الأمكنة فيض من القسوة، وفيض من التآلف، نرعد، وتمطر هي لنصبح تلك الارض التي عجزت عن الارتواء بما تريد...

بقلم نجوى هاشم















عرض البوم صور الفارس   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL