متى نقول كلمة لا؟!
صغيرة في كتابتها كبيرة في معناها وردود فعلها الا وهي كلمة لا. حرفا الالف واللام نسمعها متكررة في كثير من احاديثنا فنقولها بصيغة المزح والرفض والنهي والزجر والنفي ويتداولها الصغير والكبير وجميع الاجناس قاطبة.
ولو تناولت مراحل الحياة واستخدام كلمة لا لنبدأ بالطفولة وتعني الرفض القاطع اما لملبس او ماكل او مشرب وفي مرحلة المراهقة تتضح صورها العنيفة واحيانا طابعها الهزلي الاستهتاري اما اذا استخدمها الراشد منا فتصبغ بالجدية والرفض بغض النظر عن ردود الفعل والوان الانفعالات المتنوعة. مهما كان نتاجها سلبيا بحتا او ايجابيا وهذا يعود للشخص المعبر عنها.
ما ألزمني كتابة هذا الموضوع هو الضرورة القصوى عندما تعرضت لموقف حياتي استخدمت من خلالها لنفسي كلمة لا لاوثق وادافع من خلالها على مصداقية امر ما. والسؤال هو متى تكون صادقا ومعارضا وتقول كلمة لا. ومتى تصدق في قولها لتتغير معطيات كل شيء وتعود المياه الى مجراها الحقيقي. وهل قول هذه الكلمة مرض نفسي اواجتماعي يستدعي الوقفة لينسب اليك انك تهورت في نطقها وان الامر لا يستدعي ذلك.
يحيطك الكثير من الافراد الذين تختلف ردود فعلهم من الامور فاللامبالاة واردة والمجاملة واردة والاستجابة واردة والمجاراة ايضا واردة ولكن الرفض القاطع لامر ما نادر خاصة اذا كان من وراء هذا المنطق محاسبة والامثلة كثيرة.
ومن منطقي انا قلت كلمة لا لعدة اسباب آراها من وجهة النظر سليمة ويعيها كل من يمتلك قلبا يقظا بمخافة الله ومبدأ صادقا. قلتها لاني مكلفة ووجب الاداء باتقان.
وقلتها لاني ادرك مصداقيتها وقلتها في وقتها عندما وجب قولها.
وقلتها عندما تعارضت مع ما امتلكه من مبادئ ومثل تربيت عليها.
وقلتها عندما تحملت امانتها فاهتز كياني وارتجفت اوصالي وثارت ثائرتي وسأصرخ بها.
ولكني عندما قلتها انفرجت اساريري وارتاحت انفاسي واستطعت ان انام قريرة العين.
هي تجربة حقيقية عشتها ومن خلالها اتضحت لي امور كثيرة ادركت من خلالها ان ما تكون من حرفين هما الالف واللام يشعرك بالرضا النفسي وهذا هو المهم واستخدامها المنطقي مهم لكيلا تعيش إمعة محبطا على ان لا يساء استخدامها فتصبح كارثة وعصا للعصيان فتنقلب الامور وتنتهك الحقوق وتنقلب الموازين. فسبحان رب العزة الذي انار العقول ونسأله من فضله.
موضي محمد سليمان الشريم
مديرة مدرسة ورئيس مجلس الحي الاول بالخبر