بقلم د. هاشم عبده هاشم
@@ فاجأتني حفيدتي "حلا".. منذ يومين.. بلوحة بديعة.. ومؤثرة.. ومثيرة لمشاعر كل من يطلع عليها..
@@ قلت لها.. وقد لفتت نظري مكونات اللوحة..
@@ من أين اشتريتها يا حبيبتي..؟
@@ قالت وقد احمر وجهها خجلا.. وكسوفا.. وسعادة.. هادي اللوحة من رسمي انا.. ياسيدو..؟!
@@ أنتِ رسمتها ياحلا.. بدون مساعدة من أحد؟
@@ ماما.. فقط.. ساعدتني.. باختيار إطار الصورة من ستديو التصوير..
@@ قالت هذا الكلام.. وقبلت الصورة.. وهي تردد: "انا أحب بابا عبدالله كتير.. وأحب أرسمه كتير.. كتير.. عشان هوه.. يحب الأطفال.. ويحب البنات الصغار.. وياريت أشوفه.. وأبوس رأسه..؟!".
@@ نظرت الى اللوحة.. وتمعنت في تفاصيلها:
@@ كانت اللوحة عبارة عن رسمة للملك عبدالله وهو يقبل طفلة صغيرة بحنان كبير.. وقد أحاطت بالرسم.. عشرات القلوب الحمراء.. وفي أسفلها كتبت "حلا" كلمات تقول.. "احنا.. نحبك.. يابابا عبدالله.. نحبك موت..".
@@ قلت لها.. "وليش اخترت هذه القلوب المحيطة بصورة الملك يا حلا..؟".
@@ نظرت اليَّ باستغراب وهي تقول: "عشان احنا كلنا نحبه.. وهادي قلوبنا كلنا.. ياريت ياسيدو تخليني اشوفه..؟".
@@ قلت لها: وتبغي تشوفيه ليه..؟!
@@ وبكلمات عاتية قالت: عشان هو.. يحبنا.. واحنا كمان نحبه..
@@ لم تكن حفيدتي ذات الثلاث عشرة سنة.. تتصنع وهي تعبر ببراءتها عن محبة الملك.. الأب.. الملك.. الإنسان..
@@ قلت لها أنت تستحقين مني هديتين..
@@ شعرت بالسعادة.. ولمعت عيناها بقوة وهي تقول: ليه؟!
@@ قلت لها: هدية على نجاحك بتفوق.. وهدية أخرى على إجادتك للرسمة..
@@ فرحت كثيرا بكلامي.. ولكنها قالت: تقدر تخليني وزميلاتي نشوف بابا عبدالله.. دي هدية عمري..؟!
@@ قلت لها.. وماذا ستقولين له.. انت وزميلاتك ياحبيبتي..؟!
@@ قالت بفرح وقد تهلل وجهها: صحيح راح نشوف بابا عبدالله..؟!
@@ قلت لها: إن شاء الله..
@@ قفزت من مكانها.. وراحت تقبل الرسمة بعمق.. وترقص بفرح.. وتردد.. راح أشوف بابا عبدالله.. راح اشوف بابا عبدالله..
@@ هذا المشهد الإنساني المؤثر.. وإن أسرني.. إلا أنني لم أستغرب حدوثه.. فالأطفال صادقون في مشاعرهم.. وصادقون في دوافعهم.. وعندما يحبون إنسانا.. فإنهم يحبونه من كل قلوبهم.. يحبونه بكل صفاء الدنيا.. ونقاوتها..
@@ لقد ذكرتني حفيدتي.. بمشهد آخر.. مشهد آلاف السيارات الفخمة.. والضخمة.. والمجسمات.. المنتشرة في كل مدينة وقرية.. وقد طبعت عليها صورة الملك الفارس عبدالله بن عبدالعزيز.. وقد جمعت تلك الصورة بين الشموخ.. والاصالة.. والقوة.. والتواضع.. والبساطة.. والفروسية..
@@ لقد اختار هذا البدوي في عمق الصحراء هذه الصورة بدوافع ذاتية عفوية..
@@ كما وضع هذا الشاب الجامعي (الأنيق) صورة الملك الفارس على جانبي سيارته الفارهة وراح يتنقل بها بكل فخر واعتزاز.. وقد كتب تحتها عبارة (نحبك أيها الملك الفارس)..
@@ في الوقت الذي لم تتردد مئات السيدات من وضع قلادة ثمينة فوق صدورهن وقد تصدرتها صورة الأب الإنسان.. وصاحب المبادرات الجليلة لإخراج المرأة من قوقعتها واحتضان طموحاتها.. والدفع بها اماما..
@@ أما اصحاب هذه العمائر الشامخة.. والمراكز التجارية الضخمة.. فإن وضع صورة الملك الباني على واجهاتها الرئيسة.. لم تكن الا تعبيراً عن الامتنان.. وصادق الولاء.. وعميق الشكر لمن وهبنا كل الخير ليعم كافة ابناء الشعب..
@@ ان حفيدتي الصغيرة..
@@ وهؤلاء وأولئك من أبناء الوطن.. حين فعلوا ذلك فإنهم إنما فعلوه بكل الحب.. وبكل الإخلاص.. وبكل الوفاء.. لملك وهبه الله قلبا كبيراً استوعب كل واحد فينا.. وأحاطنا بكل حنان الدنيا.. وأفاض علينا من مشاعره الصادقة.. ما نعجز عن وصفه..
@@ فلا أجهزة المخابرات..
@@ ولا أدوات الحكم.. وقنواته المختلفة..
@@ ولا المظاهرات "الحاشدة" والمسيرات العارقة التي اعتادت الأنظمة الديكتاتورية في العالم تجييشها.. لصالح قياداتها.. كانت وراء ما فعله هؤلاء.. وأولئك من أبناء الملك عبدالله.. وبناته.. ابناء هذا الوطن الغالي..
@@ بل ان كل هذا الذي نراه.. نحياه.. ونعيشه.. داخل كل بيت.. ووسط كل شارع.. وتحت كل خيمة.. وقصر.. انما هو شعور.. عفوي.. وصادق.. يصدر من أعمق أعماق القلب.. تجاه رجل وهبه الله كل خصائص السماحة.. والطيبة.. والعواطف الجياشة..
@@ صحيح انه: "إذا أحب الله إنساناً.. حبب فيه خلقه".
@@ وإلا.. فهل هناك ما هو أعظم من الحب.. أعظم من الولاء.. عظم من الإخلاص.. لمن أعطانا حياته.. وعقله.. ومشاعره.. وعمل ويعمل من أجل عزتنا ليل نهار.. كتفه بكتف أخيه.. وولي عهده الامين؟!.
@@ فما أعظم أن نقف اليوم على مشارف عام رابع من الحب.. من المشاعر الإنسانية الصادقة والمتبادلة.. بين ملك عادل.. وشعب وفيّ.. فذلك هو الرصيد الخالد.. فيه سيزداد الوطن قوة.. ومنعة.. وشموخا..
@@ ضمير مستتر:
(.. الشعوب الصادقة والوفية.. لا تمنح مشاعرها إلا لمن أعطاها الحب.. والأمان.. والطمأنينة.. والعزة..)