يشهد عليّ ربي أني لا أحسد سامي الجابر ولا ماجد عبدالله، فأنا أكنّ لهما احتراماً يليق بالمجهود الذي بذلاه لخدمة الرياضة السعودية، لكن متابعتي لمهرجاني تكريمهما اللذين كلف كل واحد منهما الملايين وحصد الملايين، جعلني أفكر في أسباب غياب مهرجانات تكريم المبدعين في المجالات الأخرى خارج كرة القدم، وهل هي أسباب مقبولة أم أنها مجرد أعذار واهية لمن لا يريدون أن يعملوا ويتعبوا ويشقوا، مثلما يعمل ويتعب ويشقى العاملون في مهرجانات تكريم نجوم المستطيل الأخضر.
المتخصصون يقولون بأن المهرجانات صناعة، لها أهلها الذين يجيدون خلقها ولو من لا شيء. وهذا الكلام صحيح، فلو شاهدنا حولنا، لرأينا العالم يقيم مهرجانات للعسل وللأبقار وللزهور وللحشرات وللملابس وللعطور وللتحف وللتوائم وللأقزام وللعمالقة ولشعراء النبط ولمزايين الابل وللبضائع المخفضة، وكل ما يخطر على بالك، تستطيع أن تصنع منه مهرجاناً يتزاحم الناس لكي يدخلوا اليه ويحضروا فعالياته. وما دام الأمر كذلك، لماذا لم نشهد يوماً مهرجاناً نكرم فيه مفكراً أو عالماً ممن أفنوا حياتهم في خدمة الفكر او العلم أو الدين؟! طبعاً لن نطمح أن يصل المهرجان الى حجم مهرجان تكريم ماجد عبدالله، لكننا لا نريده أيضاً أن يكون بحجم مهرجانات "أبو ريالين".
بقلم سعد الدوسري