قال ابن باكويه : وحدثنا بكران بن أحمد ،قال : سمعت يوسف بن الحسين ، يقول :
كنت مع ذي النون المصري على شاطىء غدير،فنظرت الى عقرب أعظم مايكون على شط الغدير واقفة .فإذا بضفدع قد خرجت من الغدير ،فركبتها العقرب ، فجعلت الضفدع تسبح حتى عبرت .
فقال ذي النون إن لهذه العقرب لشأنا،فامض بنا ،فجعلنا نقفو أثرها، فإذا رجل نائم سكران ، وإذا حية قد جاءت فصعدت من ناحية سرته إلى صدره وهي تطلب أذنه ، فاستحكمت العقرب من الحية فضربتها،فانقلبت وانفسخت .
ورجعت العقرب الى الغدير ، فجاءت الضفدع فركبتها فعبرت .
فحرك ذو النون الرجل النائم ،ففتح عينيه ،فقال :يافتى ! انظر مما نجاك الله ،هذه العقرب جاءت فقتلت هذه الحية التي ارادتك .
ثم أنشأ ذو النون يقول:
يا غافلاوالجليل يحرسه من كل سوء يدب في الظلمِ
كيف تنام العيون عن ملك تأتــيه منه فوائـــــد النـــعم
فنهض الشاب وقال :يا إلهي ! هذا فعلك بمن عصاك ،فكيف رفقك بمن يطيعك ؟
ثم ولى ، فقلت إلى أين؟ قال :إلى البادية ،والله لا عدت الى المدن أبدآ !
( هذه القصة من كتاب أعجبني اسمه( التوابين ) للامام موفق الدين ابي محمد عبد الله ابن قدامه المقدسي )
اختكم الفجر البعيد *