وأحمد المقصود هو الأستاذ / أحمد القطب الذي بعث بتقريره من حائل ونشرته جريدة الرياض يوم الأربعاء الماضي 24سبتمبر 2008م تحت "مانشيت" المناسبات الاجتماعية تكشف عن مخزون التبذير والإسراف، شاحنات تحمل بقايا الأطعمة لنسفها خارج المُدن..! وكانت الصور بالفعل صادمة بل مُزلزلة لمشاعر الجوعى أصحاب الأفواه اليابسة ولمشاهدة ما لا يُمكن لعاقل تصوّره يُرجى الرجوع إلى عدد ذلك اليوم من خلال نسخة الجريدة الاليكترونية ، ومن الصفحة الرئيسة للموقع اختيار محليات ثم النقر على "تقارير من الداخل".
إن مشاهدة تلك الأطنان من الأطعمة التي تم نسفها والشاحنة التي تُلقي بأكوام من الأرز واللحوم بين المخلفات لأمر بالفعل يدعو للأسى ويدفع بالسؤال إلى الواجهة لماذا؟؟ ومتى يعي البعض أن تصرفاً كهذا يُعتبر همجية لا يفعلها شعب متحضّر؟؟ وهل نحن بحاجة إلى حدوث مجاعة كارثية تقلب مفاهيم الناس وتُزلزل قناعاتهم حتى يُدركوا معنى إلقاء الأطعمة في حاويات القمامة؟؟ قولوا بربكم من شاهد منكم مجتمعاً في أيّ مكان في العالم يُلقي بالطعام بين أكوام الزبالة؟؟ وإذا عُرف السبب بطل العجب فمنذ البداية مَن مِن المجتمعات يُقدّم الطعام في أطباق (تباسي) حجمها يتّسع لجمل صغير (حاشي) مطبوخ بحجمه الطبيعي يتربّع على تلّ من أفخر أنواع الأرز منثور على مُحيطه أعداد من الضأن بمؤخراتها الشحمية رمزاً للكرم؟؟ ومن منهم يجلس على مثل هذه (السفرة) ويستطيع أكل عشر معشار محتوياتها ومن ثم يتم كنس الأطعمة (بالكريك) إلى حاويات النفايات العملاقة؟؟ ألم تتسابق بعض المهرجانات التافهة في إعداد أكبر طبق كبسة في العالم وأكبر قدر شوربة في الشرق الأوسط وأطول ساندويتش في آسيا ،في الوقت الذي يموت فيه ملايين الأطفال نتيجة سوء التغذية..!
ركّز التقرير على إلإهدار المقيت والمتعمّد للأرز واللحوم والفواكه من قبل مُنظّمي الحفلات والأعراس والولائم بينما كان الناس يتداولون صور الحفل المتقشّف لزفاف ابن أحد زعماء الدول المجاورة حيث جلس الرئيس على الأرض مع بقيّة المدعوين وأمام كل منهم صحن صغير فيه حبات من الفاكهة وبعض الحلوى ، وتلك كل مكونات وليمة العُرس فلا أطنان من الأرز طُبخت ولا قطعان من الماشية ذُبحت ولم يَنتقص هذا من مكانة الرئيس ولا من سمعة عائلته..! يصف الفرنسيون المُسرف بأنه أسوأ من البخيل ذلك لأنه لا يستهلك خيراته وحسب بل خيرات الآخرين .. عيدكم سعيد بلا أوجاع.
عبدالله إبراهيم الكعيد