شاب سأل أمه عن لون شعر البنت التي خطبتها له، فقالت له لون شعرها أوبامي غامق.
هذه طرفة من عشرات الطرف التي تبادلها الناس عقب فوز الرئيس الامريكي المنتخب أوباما، ولم يحظ رئيس امريكى منتخب بهذا التفاعل الجماهيري على امتداد الكرة الأرضية بسبب سحنته السوداء حتى أن رئيس وزراء ايطاليا عندما أراد أن يعلق على ديناميكية أوباما لم ينس ذكر بشرته السمراء التي وقفت مجموعة تطالبه بالاعتذار لهذه العنصرية المبطنة لكنه رفض الاعتذار.
ولأن العالم لم يستوعب بعد كيف تحرك الناخب الأمريكي منتصراً لمصالحه الحياتية والمعيشية مبتعدا عن وعائه الثقافي العنصري، لم يكن العالم الآخر بما فيه أوروبا قادراً على نسيان إرثه الثقافي.
وإن نسي العالم هذا الإرث فلن يستطيع العرب الابتعاد عن هذه الخصلة الجاهلية (لأنها باقية معهم إلى أن تقوم الساعة) ولذلك كان انتخاب أوباما محفزا لاستنباط الطرف والملح على هذا الانتخاب غامزين ولامزين.
في جانب آخر استطاع الحلم الأمريكي أن يحرك الانتشاء في أماكن كثيرة ممن وجدوا أن التاريخ لم يقف معهم عبر مسيرته الطويلة، وخاصة القارة السوداء التي خرجت عن بكرة أبيها لاستقبال هذا النصر العظيم الذي جاء من صناديق الاقتراع الأمريكية حيث مكن شخصاً من أصول افريقية على ارتقاء أعلى سدة الدولة العظمى..
وبرغم تلك المحفزات المبكرة التي تتواجد في الثقافة على شكل نتف تحفيزية مثل (ونفس عصام سودت عصاما وجعلته بطلاً مقداماً) أو (ليس الفتى من قال كان أبي - وانما الفتى من قال ها أنا ذا) هذه المحفزات لم تستطع الغاء هذا الجانب.
وما الطرف والملح التي طارت عبر الجوالات إلا جزء مخبأ من تلك الثقافة الرافضة لمقولة الرجل المناسب في المكان المناسب.
في جانب آخر كان انتصار أوباما فرحة لقرية مسقط رأس أبيه، هذه الفرحة أرادت جمهورية كينيا أن تكون في الواجهة كون أحد أبناء سلالتها يجلس في البيت الابيض، وبمجرد إعلان نتيجة الانتخابات تحركت كل الدولة الكينية لتحويل مسقط رأس أبو أوباما إلى قرية نموذجية من خلال الأعمال التي نهضت على قدم وساق لتحويل تلك القرية المهملة إلى قرية ستقف في عين العالم عما قريب وهذا من باب من جاور السعيد يسعد.
بقلم / عبده خال