في أواخر أغسطس المنصرم، أنجبت سيدة بنغلادشية طفلا برأسين، أي جمجمتين ووجهين، وكان الطفل قادرا على الرضاعة والبكاء بفمين، وما ان ذاع أمره حتى حاصر بيت عائلته نحو 150 ألف شخص تدفقوا من مختلف أصقاع البلاد، ليس بدافع حب الاستطلاع ولكن بسبب الغباء الوبائي المستفحل في العديد من الدول المسلمة، والذي يجعل كل كائن، آدميا كان ام حيوانا او نباتا يخرج شكله وسلوكه عما هو مألوف، من «أصحاب البركات والكرامات».. أذكر انني كتبت قبل نحو عشر سنوات عن تيس في بلدة في فلسطين المحتلة أشاع صاحبه أنه يدر اللبن (الذي يسميه بعض العرب الحليب، ويحسبون ان لبن تعني فقط الحليب بعد ان يتحول الى روب حامض، بينما - والله أعلم – لا أذكر أنه وردت في القرآن الكريم سوى كلمة لبن في الإشارة الى السائل الأبيض الذي يخرج «طازجا» من أثداء الحيوانات).. و«على طول»، قرر الناس أنه طالما انه تيس أي ذكر، ويأتي فعل الإناث بدر اللبن، فلابد ان يكون لبنه مباركا، وتأسيسا على ذلك قرروا إن ذلك اللبن يزيل العقم.. وخلال أيام معدودة صار للتيس سكرتير شخصي وناطق رسمي وعضو مجلس إدارة منتدب، وتحول أفراد أسرة مالك التيس الى مندوبي تسويق، وصارت رشفة من لبن التيس بالشيء الفلاني بالشيكل الاسرائيلي والدولار الأمريكي (وبقية العملات الصعبة مرفوضة).. وبسبب الإقبال الجماهيري الهائل على لبن التيس، اقيمت منافذ لتسويقه بالقطارة
كتبت أقول لطالبي البركة من التيس، إن لبنه المزعوم قد يكون صديدا وأن الثدي الذي يخرج منه اللبن قد يكون الورم المنتج للصديد .. وإن إثبات بركات لبنه يحتاج الى 9 أشهر على الأقل! .. اتهمني البعض بأنني «زول حاقد»، لأن بلدة في فلسطين المحتلة ظهرت فيها معجزة بينما لا يوجد حتى في كتب التاريخ العربي – ومعظم محتواها مفبرك وكذب صراح – ما يشير الى ان احد الأنبياء مر مرورا عابرا بأرض السودان، ولا أن بها «ولياً» صالحا مشهود له بإتيان الخوارق.. وتلك فرية.. فالسودان به من الأضرحة والقباب ما لو كان أمر بركات القاطنين تحتها صحيحا لكان (السودان) يقدم اليوم المنح للولايات المتحدة تضامنا مع ضحايا الأعاصير
ونفق التيس ابن المعزة بعدها بأيام، فاتهموني بأن عيني حارة .. قلت لهم: ما يصير.. نعلق الأمر على شماعة العين الحاسدة لو بدر مني مدح او اعجاب بالتيس، ولكنني لم أذكره بالخير بل قلت إنه مستهبل وان من تهافتوا على لبنه أغبياء.. وبعد موت التيس بأيام انتصر العلم لي، فقد قام طبيب بيطري فلسطيني (أي ليس زولا) بتشريح التيس وأكد أنه مات نتيجة الورم السرطاني الذي كان يفرز مادة بيضاء شربها المئات على أنها لبن «معجزة».
قصة مشابه لهذة منذ اكثر من خمس واربعون عاما غابت امرأة عن بيتها في فلسطين وبحثوا عنها في ارجاء المعمورة لم يعثروا لها على اثر وبعد حوالي شهرين ظهرت وعادت الى بيتها وهي لابسة لاباس ابيض ومعها تفاح وعند سؤالها اين كانت اجابت بأنها كانت في الجنة وهذا التفاح من الجنة وجاء الناس من كل حدب وصوب لمشاهدة العائدة من الجنةوعندما علم والدي بهذة القصة وهو لايقراء ولايكتب قال كلمة مشهورة الله يستر علينا وعلى امة محمد. وفعلا كانت في مكان اخر مع ابليس واعوانة.