تصل الى البريد الالكتروني الشخصي للكثيرين عشرات الرسائل ذات الطابع الديني تدعو الى قراءتها وارسالها الى آخرين لينال مرسلها الثواب والاجر فيما ينال مهملها العقاب وسوء الحظ .
وتعنون هذه الرسائل بعبارات مثل"حملة استغفار شاملة" ، و"علامات يوم القيامة" و"دعاء يحول حياتك الى جنة" ، وتشمل احيانا آيات قرآنية واحاديث نبوية شريفة .
وبحسب رئيس قسم الفقه في كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور عباس الباز فان مجمع الفقه الاسلامي كان قد حذر سابقا وقبل عصر الانترنت من الاوراق التي كانت توزع بين الناس على ان احدهم شاهد في منامه الرسول عليه الصلاة والسلام او شاهد رؤية تتعلق باي من امور الغيب ويطلبون من متلقيها تصويرها عشرات النسخ وارسالها الى الغير .
ونوه الى ان ذلك لا يخدم الامة الاسلامية بشيء بل قد يسيء ـ لا سمح الله ـ واحيانا بلا قصد للشريعة والعقيدة الاسلامية .
واضاف لبترا انه اذا كان محور الرسالة حول نص آية او حديث نبوي شريف او فتوى لاهل العلم وتحمل موضوعا يخدم الامة الاسلامية فلا ضير من تداولها وقد يؤجر المسلم على ذلك ولكنه لا يأثم قطعا اذا لم يرسلها الى غيره .
ويوافق الباز في رأيه هذا الشيخ عدنان طه من دائرة الافتاء العام الذي اضاف ايضا ان ناشر ما يتضمن الدعوة الى عبادة الله سبحانه وتعالى وبيان فضله وتذكير الآخرين بالاعمال الصالحة هو دال على الخير وهو كفاعله وله من الاجر نصيب .
ويتجاوز موضوع ارسال مثل هذه الرسائل البعد الديني اذ تستخدمه بعض شركات البريد الالكتروني لغايات تجارية بحتة فيما تستخدمه بعض الشركات التجارية لغايات الاساءة الى منتج معين او العمل على كساده مستثمرة احيانا العاطفة الدينية بالتحذير من شراء هذا المنتج كأن تقول مثلا انه يحتوي على كمية من لحم الخنزير المحرم لدى المسلمين .
وقال ايضا ان المهم في كتابة وتداول هذه الرسائل الدينية هو التأكد من صحة ما ورد فيها من معلومات مرتبطة بالفقه او نصوص قرآنية او احاديث نبوية والدقة في طرحها وان الانسان يؤثم لنشره اخبارا او معلومات غير صحيحة او مسيئة لاي من الاديان السماوية .
وقال الباز ان على المسلم توخي الدقة والموضوعية في تداول اي شيء من شؤون الدين والعودة الى اهل العلم والفقه في اي امر يجد فيه حيرة او سؤالا قال تعالى"فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون".
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته