عليك ِتغيير إسم جدك و إلا !!!!

الباحث في تسجيلات المرحوم الشيخ علي الطنطاوي، التي جرى بثها من التلفزيون السعودي سيجد بعض الألغاز والتعقيدات التي يخلقها الإنسان لظلم أخيه الإنسان، ماثلة في رسائل معاناة مستغيث بالله ثم بأهل الخير لفك رموز المعادلة أو اللغزالمحيق ببعض قضايا الناس، والتي كانت - وربما لا يزال بعضها عقبة أو حائلا أو إعاقة لموضوع إنسان. تلك الإعاقة لم تكن موجودة لولا وجود صاحب قراريستطيع خلق الموانع الشرعية، إذا شاء.
والقصة أن امرأة قالت للشيخ الطنطاوي إن لها معاملة في الرئاسة العامة لتعليم البنات (وهذا كان اسم القطاع المسؤول عن تعليم الفتاة السعودية آنذاك) طالبة منه (من الشيخ) أو من غيره من أهل الخير أن يأتي بحل يُقنع مسؤولا في الرئاسة أوقف معاملة الفتاة، وحبسها في درجه لمدة تزيد على ثلاثة أشهر، لأن اسمها كان: فلانة بنت فلان بن عبدالرسول. وكلّما راجع مندوب الفتاة يقول له المسؤول: لن تخرج المعاملة من هنا حتى تُغيّر الفتاة اسم جدها.. !!.
وقال الشيخ يرحمه الله إن مفردة "عبد" لا تعني التعبّد فقط، فقد تعني الولاء أو الخادم، بدليل وجود اسم "عبدالمطّلب" ومفردة المطلب ليست من أسماء الله الحسنى، لكنها عنت - ربما - خادم المطّلب".
وانتهت المسألة بأن أحد المستنيرين من أهل العلم، وجهاز قانوني من أجهزة الدولة كتب الى ذلك المسؤول في "الرئاسة" قائلا: لا احد يستطيع أن يُغيّر اسم أحد. هذا عرف بشرى عالمي ولا ينكره الإسلام، ولا ترفضه الدوله. فكيف باسم جدّ الفتاة الميّت. وأبلغ ماقيل لذلك المسؤول- في وقته - من قبل صاحب مركز تنفيذي عال، أنك لا تملك الحق في "حبس" معاملة مواطنة سعودية، وعليك الرفع عنها إلى مسؤول أعلى لو كان لك فيها رأي أو ملاحظة. وأفلت المسؤول المعاملة، بعد "اللسع"
أقول: كم معاملة تعطلت بسبب جهل في سماحة الدين ورغبة الدولة في تسهيل امور الخلق؟ عمر الرئاسة طال.. وكان عمرا من القلق والإعاقة والتعامل الجاف الذي لا تزال آثاره ماثلة. ونتائجه مرئيّة.. فهل يحتاج الأمر إلى "طنطاوي" في كل خطوة إجرائية ؟.
وليس بعيدا عن ما أقول طول البت في قضايا أرامل ومطلقات ومعلقات يقضين في أروقة المحاكم نهارهن بسبب غياب نص أو عدم مطابقة الحالة أو رفض الاستجابة لحكم، أو طلب التمييز. الشرع واجب التطبيق دون شك. ولكن من يبتعد عن التعقيد له الأجر مرتين.

بقلم / عبد العزيز محمد الذكير