الجميع تابع اختطاف ناقلة النفط السعودية، والتي كشفت أن بها بحارا سعوديا واحدا ضمن طاقم قيادي من جنسيات أخرى.
هذا الظهور للبحار السعودي، يجعلني أسأل بغباء شديد:
- هل رأى أي أحد منكم بحارا أو قبطانا سعوديا طوال حياته؟
يبدو أنه سؤال عائم، لذلك سأتبرع بالإجابة، بما أني عشت طفولة وشبابا على شارع الميناء الذي يوصل إلى الميناء البحري، وكانت ملاعب شبابنا متناثرة وتحيط بهذا الميناء البحري، وكذلك نزهاتنا ومذاكرتنا كانت تتم في الباحات المحيطة بالميناء، ومع ذلك لم أر في حياتي بحارا سعوديا يعبر ذلك الخط أو يجول في (بغشات) الميناء.
وغياب البحار السعودي عن عيوننا يمكن اكتشاف سبب غيابه بعد عدة تقارير صاحبت خطف الناقلة السعودية والبحار السعودي المتواجد بها حيث كشفت تلك التقارير سبب غياب البحار السعودي عن الأنظار.
وفي البدء أقول إن البحارة السعوديين يواجهون صعوبات عديدة مع العلم أن بلادنا تفتقر لهذه المهنة أو هذا الكادر البشري الذين لايتجاوز عددهم المائة أو أقل من ذلك، يحملون الشهادات البحرية والرخص الدولية التي تؤهلهم للعمل على متن السفن «رخص دولية مثل رخص الطيران القيادية أو الهندسية» على مستوى المملكة، وجل هؤلاء يعملون لدى شركة فيلا البحرية والتى للأسف مقرها دولة الإمارات العربية وبالتحديد في مدينة دبي، ونحن نعلم أن شركتها شركة سعودية حكومية مملوكة للدولة، ومع هذا (وللأسف الشديد طبعا) لا يطبق على القباطنة السعوديين نظام مكتب العمل السعودي، ولا يوجد لديهم أي مرجع داخل المملكة يلجأون إليه كوزارة أو هيئة مثلهم مثل بقية الشركات كالخطوط السعودية التي مرجعها وزارة الدفاع والطيران وهيئة الطيران المدني أو مثل شركة الاتصالات ومرجعها وزارة المواصلات.
حسنا، من لهؤلاء القباطنة الأيتام؟
أعتقد أنه سؤال غير منطقي، فإذا كان ليس لهم مرجع، فمن يجيب؟
ومع ذلك تظل الشركة السعودية الأم هي القادرة الوحيدة على تبني هؤلاء الأيتام وإعادتهم إلى أنظمة الدولة على أقل تقدير، أو المسك بأيديهم والدوران بهم صائحين: ابن مين هذا الضايع!
بقلم الأستاذ / عبده خال