عندما قال الملك عبدالله يوما أنه سيضرب بالعدل هامة الظلم فإنه كان يقول لكل ظالم بأنه يصغر أمام العدالة مهما كبر!!
ولا أتخيل أن أحدا بعد كلمته تلك يملك الجرأة ليكون ظالما أو سندا للظلم أو أداة له مهما بلغ شأنه أو علا منصبه أو ذاع صيته ، فلا أحد فوق العدالة ، أو هكذا ينبغي أن يكون ، فالمجتمع الذي يختل ميزان عدالته يختل توازنه ويتحول إلى غابة متوحشة يأكل فيها القوي الضعيف!!
أما الظالم فإنه مهما تجبر وتكبر وعجزت يد العدالة عن أن تصل إليه أو تقفز على أسواره العالية فإنه يبقى في قرارة نفسه أسير حق خصمه يئن تحت وطأة حقيقته في الدنيا وتنتظره عدالة السماء في الآخرة!!
ولا أدري كيف يتعايشون مع أنفسهم من يظلمون غيرهم ويغتصبون أموالهم ويدوسون على حقوقهم ، فالحياة دروس وعبر ، وإن طالت فإنها قصيرة وإلى تلك الحفرة الصغيرة المظلمة منتهاها ، وكم رأينا من ظالم ومتجبر يحمل جسده الهامد البارد إلى تلك الحفرة الصغيرة ليلقى فيها وحيدا وتغلق عليه بالتراب ليلفه السكون الأبدي والعتمة ودود الأرض!!
إن الذي يختبئ خلف منصب رفيع أو وجاهة اجتماعية في الدنيا لن يحميه منصبه أو تصد عنه وجاهته شيئا عندما يقف مع خصمه أمام من لا يظلم عنده أحد، يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا يفيد جاه ولا سلطان إلا جاه العمل الصالح وسلطان الحسنات!!
لكن الاعتماد على ضمير الظالم ليكف ظلمه عن الآخرين لا يكفي ، بل يجب على المجتمع أن يفعل أدواته التي تقمع الظلم ، فلا خير في مجتمع يرفع فيه الظالم هامته وينكس فيه المظلوم رأسه!!
بقلم / خالد حمد السليمان