هاجم عضو بارز بالبرلمان الألماني تجاهل المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة الذي انعقد بمنتجع شرم الشيخ المصري الاثنين الماضي، إصدار أي توصية بتحميل إسرائيل مسؤولية ما حل بالقطاع من دمار أو إلزامها بالمشاركة في تكلفة إعمار ما خلفته آلتها العسكرية من خراب.
واعتبر نورمان بيش ممثل حزب اليسار المعارض بلجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الالماني أن تحميل دافعي الضرائب في أوروبا والعالم تكلفة إعمار غزة بعد أن حولته إسرائيل إلي ركام وحطام، يمثل حلا خاطئا.
وقال في مقابلة نشرتها معه صحيفة "نوي دويتشلاند" إن وعد المؤتمر بتخصيص بضعة مليارات للتخفيف من هول الكارثة الموجودة في غزة هو أمر جيد إلا أن تكريس سياسة إسرائيل (تدمر ونحن نعمر) يعكس منطقا مغلوطا وإسباغا للشرعية بأثر رجعي على الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع الفلسطيني المحاصر.
ورأي بيش أن استبعاد حركة حماس من مؤتمر المانحين بشرم الشيخ وتجاوزها في توزيع الأموال المخصصة لإعمار غزة، يعبر عن تكرار خطأ سابق للمجتمع الدولي، وتجاهل متعمد لواقع تزايدت فيه شعبية حماس بعد الحرب في غزة وتحولت إلى حقيقة سياسية لا يمكن إنكارها.
وأكد أيضا أن من يحاولون تسليم كل أموال إعادة الإعمار إلى السلطة في الضفة الغربية، يضعون ألغاما أمام مفاوضات الحوار بين فتح وحماس التي بدأت لتوها بالقاهرة ، داعيا الحكومة الألمانية لإحداث تغيير جذري في سياستها تجاه القضية الفلسطينية، وإنهاء ما أسماها سياسة المزايدة في ضخ الأموال لإعادة تعمير ما دمرته إسرائيل بالأراضي الفلسطينية.
وشدد بيش على أهمية سعي برلين بكافة الوسائل لمنع إسرائيل من القيام بتدمير مماثل مستقبلا، والضغط عليها لتغيير سياستها الحالية تجاه الفلسطينيين ، وكشف عن وجود توجه لدى نواب بالبرلمان الأوروبي للمطالبة بمقاطعة إسرائيل إذا لم تتوقف عن انتهاك حقوق الفلسطينيين، بنفس أسلوب مقاطعة نظام جنوب إفريقيا العنصري السابق .
وأضاف البرلمان الألماني أنه ونظراءه أصيبوا بالصدمة من هول ما شاهدوه من دمار خلال زيارة قاموا بها لغزة الأسبوع الماضي، موضحا أنه بعد عودته من هذه الزيارة خرج بانطباع هو أن إسرائيل شنت حربها الأخيرة ضد سكان غزة وليس ضد حماس.
وخلص النائب اليساري إلى أن ما شاهده من دمار فاق الحدود للمنازل والمصانع والمؤسسات المدنية والمساجد والمستشفيات، أكد له أن المدنيين الفلسطينيين في غزة كانوا هم هدف الحرب الإسرائيليه.