الكولسترول ليس السبب وراء مرض القلب

من المعروف طبيا منذ عقود طويلة ان الكولسترول من الامراض الصعبة التي تسبب الكثير من الامراض منها انسداد في الشرايين خاصة شرايين القلب ما يؤدي الى الاصابة بالذبحة في هذا العضو الذي اذا ما توقف توقفت حياة الانسان. لكن المشكلة ان البحوث العلمية تاتي كل يوم بجديد عن هذا المرض وتأثيراته على القلب والشرايين، مما يجعل المصاب به يقع في حيرة.
واخر نتائج لبحوث اجراها علماء في معهد بحوث الامراض القلبية في جامعة هايدلبيرغ قد تقلب المفاهيم حول تشخيص اطباء القلب للمرض وعلاقته بالكولسترول.
فحسب ما ورد في تقرير المعهد اوضحت البحوث ان وجود كمية كبيرة من بروتين سي ار بي في الدم يمكن ان يعتبر مؤشرا للاصابة بمرض القلب، وان هذا لا صلة له بكمية الكولسترول في الدم رغم ان الاطباء مازالوا يصرون على ان نسبة الكولسترول في الدم هي المقياس الرئيسي لتوقع الاصابة بالمرض.
والجديد في البحث ايضا توضيحه ان الذين عندهم زيادة في بروتين سي ار بي في دمهم معرضون للاصابة بمرض القلب بنسبة عالية جدا تصل الى خمسة اضعاف اكثر من الذين يقل عندهم هذا البروتين، لكن من جانب اخر فان من تكون لديه زيادة في الكولسترول المضر "اي ال دي ال" سيكون معرضا للاصابة بالمرض بنسبة الضعف من الذي تقل عنده نسبة الكولسترول.
وبناء عليه دعا الباحثون الالمان الى تغيير المفاهيم الطبية في مجال علاج ضغط الدم وامراض القلب. فمنذ حوالي ربع قرن ظل الاطباء يعتمدون على دواء آي سي اي ، لكن دواء ديوريتكز القديم اثبت انه اكثر فعالية منه، وهو الدواء الذي كان يستعمل قبل نصف قرن، عدا عن انه ارخص ثمنا من الاول.
واكد بحث علماء معهد هايدلبيرغ على وجود صلة قوية بين مرض القلب والسمنة. بالطبع هذا ليس بالامر الجديد، لكن التقرير ركز على مرض السكري الذي يصيب نسبة لا باس بها من اصحاب الاوزان العالية، واوضح ان صلته بمرض القلب اقوى مما كان يعتقد. وهذا يدفع اصحاب هذه الاوزان الى التكفير الجدي في تنقيص وزنهم، خاصة بعد ان بدأت هذا الظاهرة تغزو المانيا، حيث ارتفعت نسبة اصحاب الاوزان الزائدة ووصلت الى حوالي 19 في المائة.
وتتوقع دراسة وضعتها الجمعية الالمانية لبحوث امراض القلب والدورة الدموية وصول عدد الذين سيتوفون نتيجة الامراض القلبية في العالم حتى عام 2030 الى 24 مليون شخص، معظمهم من سكان الدول الصناعية. ومن مسببات ذلك في الدرجة الاولى التدخين وزيادة الوزن وارتفاع الدهن في الدم، والمشكلة ان الكثيرين يعرفون كل هذه المخاطر لكنهم لا يبادرون الى تغيير نمط حياتهم خاصة طريقة غذائهم وزيادة الحركة والاقلاع عن التدخين.