السلام من الأنف إلى تقبيل اليد والرأس

السلام من الأنف إلى تقبيل اليد والرأس

27/3/2009

لجينيات - صحف ـ تأخذ حركات التحية أو السلام في المجتمعات السعودية أشكالاً كثيرة مثل المصافحة أو تقبيل الرأس أو اليد، وكذلك ملامسة الخدين أو النقر بالأنف، ولكل مجتمع صغير من المجتمع السعودي الكبير إشاراته وحركاته الخاصة التي تميزه عند تبادل التحية، كما أن طريقة تبادل التحية توضح مدى الود الذي يحمله كل شخص للآخر، فحين تكون التحية مقتصرة على المصافحة، فذلك يعني أن المعرفة سطحية أو أن المتصافحين حديثا عهد ببعضهما، بينما يكون تبادل القُبل عن طريق إلصاق الخدين أو النقر بالأنف إشارة إلى عمق العلاقة بين الطرفين، وكلما ازدادت تلك القبل أشارت إلى زيادة المودة والمحبة .

كما أن للسن ومستوى القرابة دورهما في تحديد شكل التحية، حيث يقبل صغار السن رؤوس الكبار إذا كانوا من الأقرباء. بينما يقبل الأبناء أيدي الآباء وجباههم، كما يكون تقبيل اليد أحياناً من قبيل تقدير المقام للعلماء والفضلاء.

من جهته يقول الشاب يزيد نايف البلوي (21 سنة) "اعتدنا منذ الصغر على أن يقبل صغار السن رؤوس الكبار. في إشارة إلى ما نكنه لهم من تقدير واحترام، إلا أننا نقتصر في تقبيل اليد على الأب أو الجد فقط ، وأما طريقة التحية عن طريق ملامسة الأنف مع ترديد كلمة" خشمك خشمك"، فتكون عند مقابلة الأصدقاء أو الأقرباء، وهي تعبر عن قوة العلاقة، وتبادل الاحترام بين الشخصين.

ويؤكد مانع الصعاق (60 سنة) أن "للسلام طرقا عديدة، فهناك السلام الشفهي عندما يقوم شخص بالقدوم على مجموعة كبيرة من الناس، فيكون السلام عندها شفهياً وبالنظر. مع ترديد عبارات معينة ذات مدلولات تحمل الاحترام والتقدير، كما أن هناك السلام عن طريق المصافحة، وملامسة مقدمة الأنف أو المصافحة وملامسة الخدين ، مع أخذ فارق السن بالاعتبار، كما يبدأ المُسلم دائماً من يمين المجلس في إلقاء التحية".

وورد عن الشيخ الألباني قوله في (السلسلة الصحيحة)" وأما تقبيل اليد ففي الباب أحاديث وآثار كثيرة، يدل مجموعها على ثبوت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنرى جواز تقبيل يد العالم إذا توفرت شروط منها ألا يتخذ عادة بحيث يتطبع العالم على مد يده إلى تلامذته، ويتطبع على التبرك بذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وإن قبلت يده فإنما كان على الندرة، وما كان كذلك فلا يجوز أن يجعل سنة مستمرة كما هو معلوم من القواعد الفقهية، وألا يدعو ذلك إلى تكبر العالم على غيره، ورؤيته لنفسه كما هو الواقع مع بعض المشايخ اليوم، وألا يؤدي ذلك إلى تعطيل سنة معلومة، كسنة المصافحة، فإنها مشروعة بفعله صلى الله عليه وسلم وقوله، وهي سبب تساقط ذنوب المتصافحين كما روي في غير ما حديث واحد، فلا يجوز إلغاؤها من أجل أمر أحسن أحواله أنه جائز".

كما قال الشيخ ابن عثيمين في معرض إجابته عن حكم تقبيل اليد في قوله" تقبيل اليد احتراما لمن هو أهل للاحترام كالأب والشيخ الكبير والمعلم لا بأس به إلا إذا خيف منه الضرر، وهو أن يعجب الذي قبلت يده، ويرى أنه في مقام عالٍ، فهنا نمنعها لأجل هذه المسألة".

ويؤكد الأخصائي النفسي عبدالعزيز الصقر بأن تبادل التحية بأي شكل من الأشكال سواء بالمصافحة أو بالتحية الشفهية ناتج عن التأثير الفسيولوجي لدى الشخص حيث يعد تعبيراً تلقائياً عن العاطفة، وعادة ما يكون له إشباع حركي معين، وطريقة تبادل التحايا والسلام بين الأفراد ما هي إلا حركات تترجم هذا السلوك الإنساني المحبب الذي يسهم في القبول المتبادل.

من جهة أخرى ترى الأخصائية الاجتماعية ساجدة عبدالحميد أن معظم المجتمعات تتوارث حركات متناسقة للتحية، ولا يوجد مجتمع لا يتخذ إشارات يعبر فيها عن تبادل التحية.

وتضيف أن اختلاط الثقافات والمجتمعات جعل من تبادل التحية أمراً مفهوماً حتى لو اختلفت اللغة، فيكفي إشارة تعبر عن ذلك سواء بالنظر أو بالابتسام أو الإيماء.

الله يعطيك العافية أخي أبو سليم وجزاك الله خير الجزاء




دمــت بود