بسم الله الرحمن الرحيم
احبائي في الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين إمام المتقين وبعد:
فإن الكذب داء عظيم إذ يعد من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وقد جُعل من آيات النفاق وعلاماته، ويُعد صاحبه مجانبًا للإيمان، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبغض الخلق إليه الكذب، فالكذب والإيمان لا يتفقان إلا وأحدهما بحساب الآخر والكذب ريبة ومفسدة على صاحبه.
وإنّ التشبه بالكفرة منهي عنه في ديننا بل أمرنا بمخالفتهم، ولأنّ المشابهة ولو ظاهرًا لها علاقة بالباطن كما ترشد إلى ذلك الأدلة القرآنية والنبوية وحسبنا قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" .
ومن أعظم الخطر في المشابهة مع الكافرين أن يكون الأمر عندهم متعلقًا بأمر اعتقادي.
ومن صور التقليد الأعمى ما يعرف بكذبة ( ابريل ) نيسان ، وكم رأينا وسمعنا لهذه الكذبة من عواقب سيئة وحقد وضغائن وتقاطع وتدابر بين الناس ،وكم جرت هذه الكذبة على الناس من ويلات بين الأخوة وبين أهل البيت ،وكم عطلت على الناس من مصالح نتيجة ذلك، وكم أوقعتهم في خسائر مادية ومعنوية وغير ذلك، بسبب هذا التقليد المتبع من عهد قديم في معظم الدول الأوروبية.
ونحن نعلم أن الكذب لا يجوز ولو على سبيل المداعبة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له".
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يمزح ولكنه لا يقول في مزاحه إلا حقًا وهذا المزاح الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تطييب لنفس الصحابة، وتوثيق للمحبة، وزيادة في الألفة، وتجديد للنشاط والمثابرة، ويرشد إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده لو تداومون على ما تكونون عندي من الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" ، ثلاث مرات.
ويجدر الإشارة إلى أن كثرة المزاح مخلة بالمروءة والوقار كما أن التنزه عنه بالمرة وتركه مخل بالسنة والسيرة النبوية، وخير الأمور أوسطها ومن مفاسد كثرته أنه يشتغل عن ذكر الله، ويؤدي إلى قسوة القلب، ويؤدي إلى الحقد وسقوط المهابة، ويورث كثرة الضحك المؤدي إلى قسوة القلب، وبالجملة فالمزاح ينبغي أن لا يتخذ حرفة ودندنًا.
اخوتي هناك من يقول انها كذبة بيضاء ولكن في الحقيقة لايوجد كذبة بيضاء وكذبة عادية فالكذب كذب وليس له اي مبرر .
ولم يأت في الشرع جواز " الكذب " إلا في أمورٍ معينة فقط
وهي
الحرب والاصلاح بين المتخاصِمين وكذب الزوج على زوجته والعكس لأجل المودة والصلح . ويقال الكلام الطيب حتى تصفوا النفوس ويصلح العلاقات الاسرية للخير فقط .
فلم يأتي في اسلامنا شهر يجوز أن نكذب فيه ونفعل مانريد . وليتنا يبتعد البعض عن التقليد الاعمى الذي يضرنا ولاينفعنا بشيىء
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال آية المنافق ثلاث
إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان
فكم من اشخاص يستخفون بالموضوع وياخذوه من باب المزح والامبالاة ومنهم من يتبادلون المقالب ببعضهم البعض في هذا اليوم وكم من بيوت خربت وعلاقات بين الاصدقاء تفككت من وراء كلمة كذبة بيضاء ولايجوز ذلك ابدا .
فيجب ان نحذر كل الحذر ونأخذ الامر بأهميته لما له خطورة في هذا اليوم
وادعو الله ان يبعد عنا كل شر .ويوفقنا جميعا لما يحب ويرضى
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وندعو الله ان نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
مسلمة