التهاون في الربا!! هل يصل بنا إلى إنزال العقوبة؟(ارتفاع الأس

التهاون في الربا!! هل يصل بنا إلى إنزال العقوبة؟(ارتفاع الأسعار كمثال)




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلنا يعلم أن الربا من الموبقات المهلكات الموجبات لغضب الله قال تعالى:

( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا

وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ

أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ

وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَا أَيُّهَا

الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن

تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن

كُنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون ‏)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله

والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات

الغافلات ".

رواه البخاري ومسلم

ولتوضيح المقصد دعونا ننظر إلى أقسامه فهما اثنان :"ربا فضل وربا نسيئة" وأحكامهما معروفة ودلالاتهما

واضحة ولكن ماسبب انتشار الربا؟؟

الربا من علامات الساعة فقد حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن أن انتشاره دليل على قرب الساعة ولكن هل

نسلم بالأمر ونسكت؟؟

لابد من التطرق لما يحدث بسبب الربا للبلاد الإسلامية من نواح شتى ولننظر إليه من الناحية الاقتصادية فعلة

تحريمه أنه زيادة في المال بغير وجه حق ويعد معيقا للنمو حيث أنه يجعل المرء متكلا غير عامل مما يسبب

أزمات اقتصادية على المدى البعيد، أمر آخر أن الربا باب للبغضاء بين الناس ويذيب مبدأ التكافل الاجتماعي

بين الناس وهو زيادة للفقير فقرا وللغني غنى وإثقال لكاهل الفقير وماشئت من أمور لايتسع المجال لذكرها.



هذه المقدمة البسيطة من أجل التطرق لأمر أجده عظيما إن لم يكن أعظم من الربا نفسه وهو تجاهله والتسليم

به !!



ماحكم الربا في الإسلام؟

الربا جاء القرآن الكريم بتحريمة والسنة المطهرة كذلك لأن ضرره يتعدى الفرد إلى المجتمع فهناك جرائم

لاتتعدى الفرد وحسابها يعظم ويقل حسب الذنب وعظمه لكن الربا حكمه تعدى إلى المجتمع فجاء التشديد في

النهي عنه وتجريمه.

ورد الحديث الصريح بلعن مرتكب هذه الجريمة فقال صلى الله عليه وسلم : "لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه"

وقال صلى الله عليه وسلم:" الربا ثلاث وسبعون بابا أيشرها أن ينكح الرجل أمه وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم"



إذن فالربا كبيرة شدد عليها الإسلام وعدها أشد من الزنا الذي يعاقب عليه الزاني قصاصا أو جلدا!! لأن فساده تعدى الفرد إلى المجتمع!!





ومع ارتفاع الأسعار تجاهل كثير من الناس أن ارتفاع الأسعار عائد إلى الربا فارتفاعه يؤدي لارتفاع سعر البضائع وكلما ارتفعت كلما ضاق الناس ذرعا وكلما ماج الناس في الفقر وانسحقت الطبقة الوسطى وأصبح في القطر قطبان : فقير فقرا مدقعا وغني غنى فاحش ولايقل أحدهم فمادور الزكاة فمن تعامل بالربا وعصى الله فليس بمزكي وإن زكى فأصل ماله الحرمة و عمله كسر لمنظومة التكامل الاقتصادي المبنية على الأسس الإسلامية في الاقتصاد.

إذن فالربا ليس بيسير في الإسلام وشره أكبر من القمار !! فالمرابي كما في الآية أول الصفحة محارب لله ورسوله وصاحبه إن لم يتب فحكمه ظاهر في الآية!!

لاحول ولاقوة إلا بالله؟؟

لم نستهين بالربا؟؟

لم أضحى الربا أمرا ضروريا يتوقف عليه الاقتصاد وهو محاربة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟

من الناحية النفسية فالمرابي من أكثر الناس عرضة للأمراض النفسية ،ذلك أنه وبسبب مايفعله بالناس من إثقال لكاهلهم فإنهم ولعدم تسديد الديون المترتبة على الناس يحس بتبدد أمواله وذهابها فيضطر إلى الرهن فيزيد المعاناة معاناة والمدين وقع في ذل الدين وغضب الله عليه ولاحول ولاقوة إلا بالله...



السؤال الذي أطرحه هو...

لماذا لم نجد حملة ضد الربا ووقفة من العلماء الصادقين ضد هذه المأساة التي تعصف ببلادنا ونحقق ماأمر الله به من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وإيمان بالله؟؟

لماذا توقف الحديث عن الربا ونحن نراه أصبح أمرا عاديا ؟؟

لماذا نخدع باسم التورق ونأكل الربا؟؟ ولا أعمم في المسألة!!

لماذا لا نجد موقفا حاسما ضد هذا المنكر العظيم الذي به محاربة لله ورسوله؟؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منقول