أرسل لي أحد الزملاء الأعزاء رسالة جوال يسألني فيها عن التعدد حيث أنه قد قام بخوض التجربة حديثا وليس له سوى شهرين تقريبا وكان صاحبي هذا قد ذيل رسالته بعبارة ( زوج متوهق ) وحيث أن الموضوع طويل وحساس فقد أحببت أن أفرد له مقالا لعل فائدة نستطيع تقديمها لكم لمن يريد أن يقدم على هذه الخطوة وأنا هنا لا أذكر محاسن التعدد بل أذكر محاسنه ومساوئه ونصائح عامة حتى أبين للناس أن الأمر هنا ليس بسهل وأن الذي لا يملك القدرة على الإقدام على هكذا خطوة فالأفضل له أن لا يظلم وأن لا يُظلم .
(السلبيات)
1- من أهمالأمور التي يجب أن نذكرها فيما يتعلق بالتعدد هي مسألة عدم العدل وهذه المسألةفيها الوعيد الشديد لمن يظلم إحدى زوجاته على حساب الأخرى وأنه سيبعث يوم القيامةوإحدى شقيه مائل نسأل الله السلامة وإضافة لذلك فإن الرجل الظالم يظن أنه بظلمه هذا سوف يكسب ثقة تلك الزوجة التي يميل لها في الوقت الذي تفكر هي في مصيرها لو تزوج عليها زوجها بزوجة أخرى وأحبها فإنه سوف يظلمها كما ظلم غيرها وستفقد فيه الثقة ولن تشعر بالأمان معه أبدا ولن يحقق الراحة والرضا والطمأنينة سوى العدل بين الجميع.
2- بعض الأزواج المعددين يتخذون ذريعة منتقصير بعض زوجاتهم لهم بأن يميلوا للأخرى بحجة سؤ تصرف زوجته وهذا ليس مخولا لهوتحديدا في مسائل المبيت والصرف المالي.
3-ومن الأمور السلبية التي تحرج الرجل هي مسألةالغيرة بين الزوجات ويحتاج في هذا إلى حكمة شديدة للتعامل مع ذلك والبعض مع الأسف الشديد هو من يساهم في زرع تلك الغيرة إما بثناء أو بعض الحركات ضاربا عرض الحائط بنفسية تلك المسكينة التي لها مشاعر وأحاسيس كما لتلك.
4- عدمالوفاق بين الزوجات قد يسبب فرقة بين الأبناء وإتعاب الرجل في إيجاد بيوتمتباعدة لتفادي المزيد من المشكلات.
5- زيادة المصاريف على الزوج إذا كان غير مقتدر ماليا ولا يستطيع أن يوازن دخله الشهري مع متطلبات الأسرة والحياة.
6- دور الإعلام فيتشويه مسألة التعدد فأظهر التعدد للناس وكأنه كابوس أو خطيئة ترتكب.
7- إساءةبعض المعددين لمسألة التعدد مما أصبح لدينا نماذج فاشلة في هذا الباب وكان لذلكانعكاسات على النساء في عدم رغبتهم في ذلك.
8- بعض النساء لا تعين زوجها على العدل حينما تشاهده يظلم الأخرى تظل ساكتة لأنها هي المستفيدة وهذا لعمري ليس من الإيمان ولا من الحب في شيء فكيف ترضى لزوجها أن يظلم ويأثم وهي ساكتة؟ وكيف لا ترضى لأختها ما ترضاه لنفسها ؟
9- بعض المعدد بكل أسف يضيع أبنائه ويفرط في التواصل معهم ورعايتهم وذلك بسببين
الأول: انشغالاته الكثيرة التي تجعله لا يراهم ولو وجد وقتا كافيا قد لا يكون عند أم أبناءه
والثاني: عدم اختياره الحسن لزوجته وبذلك يفرط في تربيتهم ويفرط في اختيار الزوجة الواعية التي يمكن لها أن تغطي جانب قصور الأب في تربية أبناءه.
( الإيجابيات )
1- القضاءعلى ظاهرة العنوسة وخاصة أن أمتنا الإسلامية أصبحت تعاني من تلك الظاهرة بشكلملفت وأن العانسات في المجتمع يحق لهن أن يتزوجن وأن يستمتعن بحياتهن وينعمن بزوج وأبناء .
2- زيادة الاشتياق بين الزوج والزوجة حيث أن الزوج يغيب عنها يوم أو يومينثم يأتيها وهذا فيه تجديد في الحياة الزوجية ولهفة وشوق للقائهما وكذلك يبعد الملل والروتين في الحياة الزوجية.
3- كثيراً من الزوجات لا تستطيعالقيام بحق نفسها وزوجها وأولادها وبيتها في نفس الوقت ؛ وذلك بسبب وجود زوجها عندهاباستمرار وخاصة النساء العاملات وفي التعدد فرصة للزوجة لأن تلتقط أنفاسها وتجعل هناك يوم لأبنائها وبيتهاونفسها ويوم لزوجها حيث أنه يأتي لها في يومها وهي في استعداد كامل له .
4- إن النفسالبشرية طبيعتها النقص، لذا عندما يكون هناك أكثر من زوجة فإن النقص الحاصل فيالزوجة الأولى سيغطيه ما عند الزوج الثانية والنقص في الزوجة الثانية يغطيه ما عندالأولى... وهكذا.
5- إن الرجل بطبعه ملول ولذلك حينما يكون لديه أكثر منزوجة فإنه يجد ثقافات مختلفة وأكل مختلف وطريقة حديث مختلفة وشكل مختلف وطريقة تفكير مختلفة.. وهكذا..
6- حينما يكون لدى إحدى الزوجات تقصير في أحد الجوانب مثلاً فإن ذلك التقصيريتم تفاديه عندما لا ترى ذلك التقصير لدى الأخرى والعكس، وهن بذلك يكتسبن خبرات من بعضهن البعض فيكيفية التعامل والتربية ونقل بعض الخبرات وغيرها.
7- التعدد يقضى على ظاهرة الفقر وذلك لقولهتعالى (إن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) فالزوجة تأتي ويأتيرزقها معها والقصص التي تدل على ذلك كثيرة.
8- إخلاص النية لله تعالى في إعفاف امرأة أخرى كزوجة ثانية أو ثالثةأو رابعة من بنات المسلمين وهذا فيه من الأجر العظيم ما فيه متى ما كانت النية صادقة وخالصة لله .
9- كلنا يعرف أن الزواج فيه عفة للرجل إلا أن التعددفيه عفة أكثر وأكثر... وهذا مجرب لدى العديد من المعددين .
10- يلاحظ أن المشاكل التي كانت بين الزوج وزوجته أصبحت قليلة بعد التعدد وأن الكثير من النساء يشعرن بأن المشكلات التي كانت سابقا قد أصبحت أقل من قبل ولذلك يقول الكثير من نساء المعددين : لو علمنا أن الرجل سوف ينشغل عنا بمشاكله لقلنا له من سنوات إذهب وعدد .
نصائح عامة:
1- أن يتعامل الرجل بحكمة بالغة للتوفيق بين زوجاته كأن يخبر زوجته الأولى مثلاً بحبالثانية لها والعكس إن الرجل الحكيم هو الذي يستطيع تسويق زوجته لدى الأخرى والعكس ولا أقصد هنا بالتسويق ذكر المحاسن والفضائل بل ما تذكره الزوجة عن أختها من ثناء واحترام .
2- المفترض من الزوج أن لا يشعر إحدى زوجاته بكونه سعيدا أوتعيسا مع الأخرى وتظل العلاقة الأخرى في طي الكتمان. وأن لا يذكر إحدى زوجاته بثناءأو ذم لدى الأخرى حتى لا يكون للشيطان وذلك لسببين
الأول: الثناء قد يثير الغيرة لدى الزوجة المقابلة
والثاني: أنه لا يجوز للزوج أن يذكر إحدى زوجاته بسوء أمام الأخرى لما فيها من غيبة وجرح لمشاعرها.
3- أن يضبط الرجل ميزانيته حتى يضمن العدل والمساواة بين أسرته كأن يعطي مثلا كل زوجة مصروف شهري 500 ريالويعطي كل ابن 200 ريال والبنت 300 ريال ويعطي كل زوجة مصروف بيت يقدره بقدره حتىيخرج من مسألة عدم العدل في الإنفاق.
4- لا شك أن الزوج سيميل لإحدى الزوجات لمايوجد فيها من صفات حسنة وهذا لا بأس فيه فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشةوكان يصرح بذلك حيث قال: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ولأن الزمان غير الزمان والحال الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم غير الحال الذي نحن نعيشه فإنني أنصح بأن لا يذكر الزوج نهائيا ولمن يميل قبله وأن يحسن معاملة الجميع ولا يتطرق لميلان قلبه لما في ذلك من إثارة الغيرة بين الزوجات حيث أن كل زوجة تتمنى أن تكون هي المتربعة على عرش قلب زوجها .
5- أن يحرص الزوج بعد التوفيق بين زوجاته أن يقربهم من بعضهم البعض والكمال أن يجمعبينهن في بيت واحد ... وهذا فيه فوائد للجميع حيث أن الزوج سيرى أولاده يومياًوالزوجات سيرونه يومياً بدلاً من أن تمر ليلة أو ليلتين أو ثلاث دون أن يروه مع مراعاةخصوصية كل واحدة منهن كأن تعطى كل واحدة جناح خاص بها أو يقوم بشراء فيلا وجعل لكل واحدة دور مستقل.
6-التعدد أمر يحتاج لرجل يستطيع أن يتحمل مسؤولياته وأن يتصف بالحكمة وسعة البال وحسن التصرف وأن يستطيع ضبط عواطفه وليس رجلا عاطفيا يميل كل الميل على حساب الأخرى وأن يكون رجلا يتحمل قراراته في إقدامه على التعدد ولا يكون كمن تزوج وتحت تأثير الضغوط يضطر لطلاق الأولى التي ترفض العودة أو يضطر إلى تطليق الثانية تحت ضغط الأولى وهذا فيه ظلم ... والرجل الذي لا يرى في نفسه القدرة والصفات التي تؤهله للزواج فعليه أن يتق الله ولا يجوز له ا لتعدد
7- ينبغي على الزوج الراغب في التعدد أن يدرك أن تبعات نفسية وأخرى مالية قد تترتب على زواجك خاصة إن لم تحسن التصرف في الإنفاق.
وعليه أن يتوقع من زوجته الأولى أي شيء وأن يضع في حسبانه أسوء الاحتمالات وأن يكون مستعدا لاحتوائها وأهلها الذين من الطبيعي سيتأثرون بوضع ابنتهم ؛ وعليه أن يكسب المواقف وأن يعطي فرصا كثيرة للتفاهم والعودة وأن لا يترك زوجته تطيل المكث عند أهلها لأنها تريد منه في هذه الفترة أن يظهر لها الرغبة فيها وأنه مازال يريدها ويكن لها كل الاحترام والتقدير وعليه أن يرضيها قدر ما يستطيع وأن يزيد لها من الحنان والمودة ولكن بدون أن يؤثر ذلك على علاقته بالثانية .
8- من أهم الأمور المعينة على التعدد هو حسن الاختيار للزوجة الجديدة وأن تكون على دراية كاملة حول الحياة التي ستقدم عليها وأن لا يقبل بالارتباط من واحدة تهدد وتتوعد قبل زواجها لأن الزواج ليس عبارة عن زوجة جديدة بل عبارة عن حياة متكاملة من استقرار وأبناء ستنعكس عليهم تبعات الخلاف وغير ذلك.
9- مما تجدر الإشارة إليه أن بعضا من الزوجات الجديدات يتعرضا لظلم واضح من الزوج وذلك بسبب عدم صبره عليها ومقارنتها بأم أولاده.. فتجد أحدهم يطلق زوجته الثانية بسبب أنه لم يكن بيننا تفاهم وأن أم أبنائي تفهمني من نظراتي وتعرف ماذا أريد.. وهنا أقول: هل أعطيت زوجتك الجديدة نصف المدة التي أعطيتها لأم أولادك حتى تفهمك ؟؟ من الطبيعي أن زوجة تعيش معك عشر سنوات ليس كامرأة تعيش معك من شهر فيجب أن تعطى الكثير من الفرص ويجب أن تقدر لها تنازلها حينما قبلت بك وأنت رجل متزوج.
10- على الرجل أن يكون حاسما وأن لا يعطي فرصة لأي واحدة من زوجاته أن تبغي على الأخرى.. وأن امرأة لا يحق لها أن تغلط أو تتلفظ على أخرى حتى لا يكون هناك تمادي من أحد.
11- من المناسب أن يخصص المعدد في يومه نصف ساعة لكل زوجة من زوجاته اللاتي لسن في يومه وذلك لتفقد أحوالهن وأحوال الأبناء ولكي تتمكن الزوجة والأبناء من مشاهدة الزوج والجلوس معه في كل يوم ساء كان عندها أو عند غيرها
نصيحة لغير المعددين: إن بعض غير المعددين حينما يسأل عن مسألة التعدد فإنه يجيب بقوله أرى أنه من الظلمعلى المرأة ذلك وهناك من يقول أنا لا أؤيد ذلك، والذي ينبغي أن يعرفه الأخوة أن هذاشرع الله وأن ما يقره الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لا نملك الحق في أننرفضه أو نؤيده ولكن له الحق في أن لا يعدد لأن الله سبحانه وتعالى قال في كتابهالكريم
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُوَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِاللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36
هذهبعض الإيجابيات والسلبيات وأرجوا أن أكون قد قدمت لكم مفيدا مع رجاء أن تتقبلالأخوات مني اعتذاري على طرح هذا الموضوع الحساس ولكن لأهميته أحببت وضع بعض الإضاءات حول ذلك .. فلا يعتقد البعض أن الأمر سهل !! بل هو صعب ومسؤوليته عظيمة وأجره كبير .
منقول:للفائدة
لكل من يسأل عن التعدد
العرض العادي
