" أيييييييييييييييييييه ؟؟ وين أيام زمان ؟؟ وين سيارات رش المبيد ، وين الطيارات اللي كانت تلعلع بالفليت في سماء بلادي ، علينا بتنادي ؟؟ الله يرجع ذيك الايام ."
ربما شعرتم بمرارة هذا " التوجد " الذي يبدو وكأنه توجد حبيب لحبيبته التي هجرته لسنوات طويلة . وبصراحة ، فإننا كلنا نتوجد معه ، إذ لم نعد نرى أياً من الحملات التي كنا نشهدها في مدننا الصغرى او حتى الكبرى ، بهدف القضاء على الحشرات ، وخاصة الذباب والبعوض ، والتي في غياب هذه الحملات ، صارت تشاركنا حياتنا اليومية ، وتكبر معنا يوماً بعد يوم ، الى درجة صرنا نقول في كل لحظة نرى فيها بعوضة عملاقة او ذبابة ضخمة ، ما يقوله عبدالحسين عبدالرضا في مسرحيته الشهيرة :
- الدجاجة ؟؟؟ ناقة ؟؟؟
أجل ، البعوض لم يعد بعوضاً ، لقد صار عصافير ، والذباب ايضاً ، ولم يعد بالإمكان القضاء عليه إلا ببرامج حماية متخصصة ومدروسة ، خاصة في ظل المخاوف من الأوبئة السارية مثل حمى الضنك وغيرها ، والله يستر من أنفلونزا الذباب !! ووسط كل هذه الحشرات ، يجب ألا نغفل حقيقة مهمة ، وهي أن عدم محاسبة المسؤول عن هذا الأمر ، سيزيد من الأمر سوءاً ، وستصير البعوضة بالفعل ... ناقة !! وسننظم مهرجانا لمزايين البعوض ، برعاية شركات المبيدات . وحينها ، سنطلب منهم أن يرشوا أحيائنا بالفليت !!
بقلم / سعد الدوسري