يضاف إلى قيمة الحج البابوي لمواقع دينية مسيحية في المملكة الاردنيه
، بعد سياسي يحمل بين طياته تعزيز أواصر الفهم المشترك بين الفاتيكان ممثلة بدبلوماسية "الكرسي الرسولي"،
والأردن الذي يسجل رسالته في الحوار المفتوح الهادف لتكريس حالة السلام في المنطقة والعالم.
منطلقات الدبلوماسيتين الاردنية والبابوية واحدة وإن اختلفت بالأديان،
ومساعي الدولتين حثيثة في إقرار مبدأ العدالة والسلام، وحقوق الانسان وتعزيز الديمقراطية،
فمن المنتظر ان يفيض عن اللقاءات خلال زيارة بابا الفاتيكان بندكتس السادس عشر للمملكة، ما يكون محوريا واساسيا.
إذ سيلتقي الحبر الأعظم ورأس الكنيسة الكاثوليكية بجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله،
حيث سيعيد جلالته وبابا الفاتيكان تأكيدهما على ضرورة تطبيق حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل كمدخل لسلام شامل في المنطقة وهو ما ينسجم مع الموقف الأردني،
المعمم من على منابر دولية.
كما من المتوقع ان يلتقي البابا في مسجد الملك الحسين الكبير رجال دين ومفكرون ومثقفون لتعزيز حوار الأديان،
وهو ما أقره الاردن من خلال رسالة عمان ودعوات متكررة من جلالة الملك بفتح بواب الحوار على مصراعيه، وتقرير المشتركات بين الأديان،
ما يسهل فكرة التعايش مشترك.
وتعود بدايات العلاقات الثنائية بين الأردن والفاتيكان إلى الزيارة الأولى لقداسة البابا بولص السادس للأردن في العام 1964،
حيث كانت المملكة أول بلد عربي يزوره بابا الفاتيكان وقتها.
العلاقات الأردنية مع الفاتيكان دخلت من باب الطلب المشترك من البلدين في إقامة علاقات ثنائية كانت على الدوام قائمة على التعاون
والحوار وحملت ثماراً كثيرة على أرض الواقع، منذ تاريخ تدشينها دبلوماسيا عام 1994.
واتفقت المملكة والفاتيكان على اقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما على مستوى السفراء وذلك "رغبة منهما في تعزيز روابطة الصداقة المشتركة،
و"صدر اعلان بإقامة العلاقات الدبلوماسية في كل من عمان والفاتيكان" بحسب خبر لوكالة الأردنية "بترا" في تاريخ 3-3-1994.
ولم يكن أمر التقارب في الدبلوماسيتين الاردنية و"الكرسي الرسولي" وليد ذلك التاريخ، فلدى استقبال بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني لأول سفير للأردن لدى الكرسي الرسولي معتصم اسماعيل البلبيسي،
حيث كان ممثلا مشتركا للأردن في الفاتيكان وجمهورية فرنسا, قال إن "علاقات الاردن والكرسي الرسولي قد كانت على الدوام، حتى قبل العلاقات الدبلوماسية،
قريبة وصحيحة وركزت دائما على التعاون من اجل تنمية الحقوق الانسانية في الحرية والعدل والسلام والانسجام".
وفي عام 2000 كانت الزيارة التاريخية التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني للأردن التي جاءت في غمرة احتفالات الكنيسة في العالم بعام "اليوبيل الكبير 2000"،
وفي بداية زيارة الحج إلى الأراضي المقدسة،
وهي كانت الزيارة الاولى لحبر اعظم في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني.
كما جاءت زيارة البابا الى بعض الاماكن الدينية في جبل (نيبو)،
والصياغة والمغطس، تأكيدا على أهمية دور الاردن الديني والسياحي كأرض مقدسة.
ولا تسجل الفاتيكان الدولة طموحا بالاهتمام بالقضايا الاقتصادية او التجارية او المالية،
او بالسياحة، ولا يرتبط "الكرسي الرسولي" والدول الأخرى بعلاقات اقتصادية وتجارية بحتة،
فالتعاون الذي يدفع هذه العلاقات هو معنوي فقط.
والفاتيكان وجدت لتكون مساحة تتيح للبابا ان يكون مستقلاً عن اي نظام سياسي،
فهي دولة صغيرة ورمزية لها طابعها الخاص، والقصد منها المحافظة على استقلالية الكنيسة وسط لعبة الدول،
ويكون البابا صوتا معنويا وخُلقيا وروحيا اكثر منه قوة سياسية او اقتصادية.
والفاتيكان هي أصغر دولة في العالم وهي مقر الكنيسة الكاثوليكية، تقع في قلب العاصمة الإيطالية روما،
وهي كانت جزءاً من الدولة الإيطالية حتى العام 1929، حيث تم الاتفاق على إنشاء دولة ذات كيان مستقل،
تُدار من قبل بابا الفاتيكان والذي يعتبر القائد الروحي لما يقارب البليون كاثوليكي في مختلف بقاع الأرض.
وهي بذلك تكون أصغر دولة ذات سيادة في العالم،
وتبلغ مساحتها ما مجموعه 44 كيلومتراً مربعاً، وسكانها هم من العاملين في الدولة وخصوصاً رجال الدين.
ولدى الفاتيكان سفراء معتمدون في معظم دول العالم وخصوصاً الكاثوليكية منها، وتتمتع الفاتيكان بصفة مراقب في الأمم المتحدة.
وبالعودة لدبلوماسية البلدين فإن أهم ما يجمعهما عناوين التعاون لإحلال العدالة والسلام،
والتعاون في مجال مكافحة الارهاب، وفي مجال حقوق الانسان وبخاصة الحرية الدينية وتعزيز الديمقراطية،
بالإضافة الى تنمية الحوار بين الاديان.
على كل الصعد تستكمل زيارة بابا الفاتيكان للمملكة بناء نموذج التسامح الديني والثقافي بين أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحية.
كما من المتوقع أن تتيح الزيارة تعميما أكبر لفكر رسالة عمان التي أطلقها الملك عبدالله الثاني عام 2004،
للتشجيع على التسامح والتعايش والاعتدال والوسطية ومنع التكفير بين المسلمين.ما يعطي دفعة للحوار بين الأديان،
بغية تحقيق مرامي الدبلوماسيتين.
منقول