كان هناك شجرة عنب كثيرة الثمر ، فكان غارسها إذا مر به صديق له
اقتطف عنقوداً ودعاه ، فأكله ، وينصرف شاكراً
:فلما كان اليوم العاشر: قالت امرأة صاحب الشجرة لزوجها
ماهذا من أدب الضيافة ، ولكن أرى إن دعوت أخاك، فأكل النصف ، مددت يدك معه مشاركاً،
.إيناساً له ، وتبسطاً، وإكراماً
فقال : لأفعلن ذلك غداً
:فلما كان الغد ، وانتصف الضيف في أكله
مد الرجل يده وتناول حبه، فوجدها حامضة لا تساغ ، وتفلها ، وقطب حاجبيه ، وأبدى عجبه من صبر ضيفه على أكل أمثالها
قال أبو حيان التوحيدي :فقال الضيف :قد أكلت من يدك،من قبل ، على مرّ
الأيام، حلواً كثيراً ، ولم أحب أن أريك من نفسي كراهة لهذا
! تشوب في نفسك عطاءك السالف
"من كتاب الرقائق لـ"محمد الراشد
!فأين منا اليوم من يستحضر جميل السابقات وجياد الأفعال وحلو المكرمات فتأملوا
لكم أرقي التحيه
ريتاج