إخواني وأخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
دودة .. تروع أمة !!
أى دودة هذة التي تروع أمة بأسرها ؟!
إنها دودة السفن كما يسميها الملاحون أودودة " تريدو " كما يعرفها العلماء .
وهي تعيش في الماء الملح ويتراوح طولها بين بضع بوصات وثلاثة أقدام ولها
رأس محصن بقوقعة وجسمها اللين ينتهي بزائدتين قشريتين هما أشبه بمجدافين
يساعدنها على السباحة في الماء . ونظرا لصغر قوقعتها فهى تحتمي في ثقوب
تحفرها في الأخشاب المغمورة في الماء وتغطيها من الداخل بطبقة جيرية .
ودودة " تريدو " هى من أخطر الآفات التى تصيب السفن الخشبية ، فإذا اجتمعت
عليها نخرتها وأتلفت هيكلها فتهوى إلى القاع دون أن يدرى بحارتها من أمرهم
شيئا .
وقبل أن يستعمل الحديد في بناء السفن كان لهذه الدودة من الضحايا ما يفزع ،
فكم من سفينة ضخمة هوت بسببها في الماء فجأة وكأن لغما أصابها !!
وفي أوائل القرن الثامن عشر انتشرت دودة السفن في المياه الشمالية بأوروبا
وبخاصة على سواحل هولندا ، واستساغت الدعامات الخشبية التى تسند أسوار
البحر المقامة لوقاية هذه البلاد الواطئة من طغيان الماء وأخذت تحفر فيها حتى
كادت تقضي عليها . ولم يكتشف الضرر الا في اللحظة الأخيرة ، ففزع الهولنديون
ودب الرعب فيهم لأن بلادهم أصبحت عرضة للغرق إذا انهار السد .
وعجزت الأمة عن مقاومة الدودة فلم تجد غير الله ملاذا لها ومنقذا فلجأ أفرادها
إلى الكنائس يقيمون فيها الصلاة خشية وتذللا وصام بعضهم رحمة واحتسابا
ورفعت الأكف للسماء دعاء وتضرعا .
واستجاب الله دعاء هذه الأمة التى روعتها دودة من أضعف مخلوقاته .
فأصاب هولندا صقيع بارد استمر عدة أيام ولما خفت حدته وجدوا أن الديدان قد
هلكت عن لآخرها لأنها لا تحتمل البرد الشديد .
وأخذ الهولنديون بعد ذلك في ترميم الأخشاب وتقوية السد منعا لانهياره وبذا نجوا
من الكارثة .
وبدأ العلماء بعد هذه الحادثة يدرسون طبائع تلك الدودة . فعرفوا أنها تنفر من
صدأ الحديد ومن ثم فلحماية الأخشاب المغمورة في الماء فإما أن تمزج بالصدأ أو
تدق فيها مسامير حديدية تصدأ فتحول بينها وبين الدودة !.
المصدر / الطرائف العلمية مدخل لتدريس العلوم
د. صبري الدمرداش