هذا ما سيقوله ابناء هذا الجيل بعد زمن ليس ببعيد:احن الى بيتزا امي ،ونسكافيه امي.اما في دول الخليج،فسيهتف الأبناء في المستقبل عندما يشتاقون لايام زمان قائلين:أحن الى بيتزا الخادمه ونسكافيه الخادمه.ففي تلك البلاد، الخادمه تقوم بكل شيء حتى رعاية وتربية الأبناء.(وصدقوني لو طالع بأيدينا بنسوي اكثر من اللي بيعملوه).
لقد قال محمود درويش منذ زمن ليس ببعيد:أحن الى خبزأمي وقهوة أمي.لأنه اشتاق الى طقوس ذلك الزمان.
وكم منا من سمع كبار السن يقولون:سقا الله على أيام زمان.ترى لماذا؟أيشتاقون الى ايام الفقر والحرمان؟
انتم تعرفون الاجابه،فتفاصيل الحياة القاسيه لا يشتاقون اليها، ولكنهم يحنون الى صفاء الذهن وصحة الأبدان،يعيشون من خير الأرض ويأكلون من لبن المواشي والأجبان،ليس في عيشهم كدر ولايسمعون اخبار الظلم والطغيان،لا يغشاهم خوف من أسعار البورصات،وتعجبهم كثرة الصبيان.
أين طعم الخضار والفواكه انت تمشي في الحسبه كالمصاب بالزكام؟
فلا اثير جوافه، ولا عطر تفاح.
وايامنا ما عاد فيها طعم للحزن ولا طعم للأفراح.
شيم الرجال كانت عند الأجداد،ولم يكن يوحشهم ليل الناس،ففي افئدتهم ما يزيل الوحشة عن القلوب،وضحكاتهم كانت قناديل لياليهم. العشاء كان من طماطم جفت وفي أحضانها الملح،لتكون طبقاً على مائدة المحبه للأيادي التي تزرع الأرض وتحلب الصخور.
العشق لديهم ما كان ازرار على الخلويات،والبيدر كان حانة العشاق، والخجل كان نبيذاً يضيء حمرة الخدود.
الكلمه كانت ميثاقاً،والعهد كان شرفاً.أما في ايامنا فألف توقيع ومئة قسم ولا من مصدق.
الغش الذي أصبح دما يسري في عروق الناس،كان منبوذاً عند الاجداد،فمن يطعم حراماً لفلذات الاكباد؟
وبعد أن كنا رمزاً،لا عدداً بين البشر من الاعداد،أصبحنا سلعة في كل مزاد.
فمن قال لكم سقا الله على أيام زمان صدقوه،ففي حاضر عصرنا،ماء وكهرباء وخلويات وسيارات،وبيوت الكثيرين منا من حجر وقرميد،وسقفنا جبصين،وأرضنا سيراميك،ولكننا لسنا سعداء.
فما الخطب يا ترى؟؟؟؟؟
لا اتمنى ان اعيش بلا كهرباء،ولكن ليت لي صفاء الذهن وصحة الأجداد
مع بيتزا أمي.