وفي هلمند ... تحطمت الطائرات
أحمد موفق زيدان

حتى كتابة هذا المقال شهدنا تحطم أربع طائرات في ولاية هلمند والولايات المجاورة لها في العملية التي أطلقت عليها القوات الأميركية بالخنجر لإجلاء مقاتلي حركة طالبان عن الولاية التي تعد بمثابة مركز زلزال مقاومتها طوال سنوات ، لكن كل هذه القوات التي تقدر بالآلاف من أميركية وبريطانية وأفغانية لم تفلح حتى الآن في كسر وخضد شوكة طالبان في المنطقة، بل كان الرد قاسيا على مستوى الولاية نفسها وعلى مستوى الولايات الأفغانية الأخرى ....
بالطبع يتسامى الاحتلال على جراحه وخسائره رافضا الاعتراف بأن الطائرت سقطت بنيران معادية وإنما بسبب خلل فني كالعادة ، ولا ندري سر تزامن سقوطها مع عملية هلمند!!!!، بينما لم نسمع عن هذا السقوط قبل عملية الخنجر،طبعا حركة طالبان تبنت عمليات السقوط جميعها لكن الأميركيين ينفون سقوطها بنيران معادية، وينحاز إلى روايتهم بالتأكيد الإعلام بشكل عام على أساس أن الحيز والمكان في الإعلام لمن يُحدث الجلبة وللصوت العالي بغض النظر عن مصداقية الرواية والحدث ...
تنوع سقوط الطائرات في هلمند من مروحيات إلى طائرات مقاتلة كان من المفترض أن تتوقف عنده مليا قوى الاحتلال لا أن تمر عليه مرور الكرام، فسقوط أربع طائرات في غضون أيام يعني أن ثمة شيئا مهما دخل على ساحة الصراع الطالباني القاعدي ـ مع قوى الاحتلال الأجنبي في أفغانستان، فهل دخل سلاح صاروخي أرض_ جو جديد على ساحة الصراع وهو ما بدأ يقلب موازين الصراع، لا ندري؟؟ هل دخلت قوى اقليمية أو دولية في دعم حركة طالبان وتزويدها بصواريخ مضادة للطائرات وهو ما سيرجح كفة طالبان، مادام الجنرال طائرة هو المسيطر على ساحة المعركة في ظل افتقار الحركة لسلاح جوي يحمي الأرض التي تسيطر عليها ...
كثير من الخبراء وحتى المسؤولين في الناتو يحذرون الآن من مغبة التراجع أمام مقاتلي طالبان في هلمند على أساس أن ذلك سيكون هزيمة ماحقة للحلف، لكن السخرية الأكثر أن نقرأ لبعض الخبراء العسكريين العرب يدعون إلى تطوير ما وصفوه بقواعد اللعبة الدولية لمقاومة طالبان، ناسين أو متناسين أن الطرف الآخر يسعى بدوره إلى تطويره قواعد لعبته وما تنامي قوة مقاتلي طالبان باكستان وتنامي قوة الحركات المسلحة الموالية لطالبان والقاعدة في أوزبكستان وتركستان الشرقية في الصين وإيران ممثلة بجند الله إلا جزءا من اللعبة الاقليمية الجديدة للطرف الآخر ... الحل العسكري ليس حلا للاحتلال وسيجر على الداعين له كل الخراب والدمار ...