[frame="15 98"]أنا من رسم من الأبجديةِ لوحةً ً
و منح الحروف جمالا
انا من عبّد الدرب على خد المتاهات ِ
و انا من طوّع اليراع لكِ
فصار يرقص نشوة ً
فوق مدامع ِالصفحات ِ
و انا من جعل زوارق العمق
ترسو بأمن ٍ
في خِضّم الجهل و التفاهات ِ
و أنا من زخرف الاحساس
و زركش بريشة الحرف
ليل الغربة و ممالكي الحالمات ِ
و انا من جعل حرفك ِ
يختال فخراً
رغم ضراوة امواجي العاتيات ِ
و انا منِ جعل البوح يقطر دماً
لتصبحي ما بين ليلة و ضحاها
مشعلة الحرف و حارقة المساحات ِ
و انا من عسف خيل القوافي
لتمتطيها و انا من
منح النرجسية اكسير الحياة ِ
وانا من رسم على وجهك
بكل اقتدار ٍ
براءة الاطفال ِو كيد الفاتنات ِ
يا حروفي لا تخافي ..
لست أنا
من يدس له السم في الكلمات ِ؟
أيا ليل - عليك لست بعاتبٍ
فالصمت أبلغ من
تقطع الأنفاس وعويل المفردات ِ
أيا ليل تنتحر النجوم
و ينكسر الموج
ان لاحت في دجى الشوق مناراتي
كل القوافي
باتت بلا نبض ٍ
مسجّاة ً في مقابر الصفحات ِ
أما علمت ِ
ان نقمة ًالحروف
تقطر دماً على حّد ِالمرهفات ِ ؟
وان المعاني ِمن مفاهيمها
قد تبرأت
و انتحرت بلا أسفٍ مسراتي ِ
تموت السهام بكبرياءٍ
قبل ان تصيب
مكامن الغيث في سمو غماماتي
( الآتي الأخير ) [/frame]