قالت مصادر ألمانية أمس إن صندوق النقد الدولي سيحث في تقريره السنوي على مزيد من الانخفاض لقيمة الدولار الأميركي للمساعدة في تصحيح الاختلالات العالمية، وفي نفس الوقت يجب أن ترتفع قيم اليوان الصيني وعملات الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط، ولأن رأي الأستاذ حمد السياري محافظ مؤسسة النقد معروف وهو تمسكه أولا بربط الريال بالدولار وثانيا عدم رفع قيمة الريال بالنسبة للدولار فهذا يعني ببساطة أن القيمة الشرائية للريال ستقل بالنسبة لليورو وعملات معظم الدول التي نستورد منها غذاءنا ودواءنا ومواد بنائنا، وسيترتب على ذلك زيادة موجة الغلاء التي نعاني منها الآن والتي لم تعد رواتبنا ومداخيلنا تكفي لشراء حاجاتنا الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ودواء، واصبح الكل يشكو ويتذمر متهماً وزارة التجارة بعدم مراقبة الاستهلاك وعدم حماية المستهلك مما شجع التجار مع أن هؤلاء يدفعون ما يستوردونه باليورو الذي قد يزيد سعره الآن على خمسة ريالات أي أنهم يشترون ما كانوا يشترونه قبل عامين بزيادة 40%، وصندوق النقد الدولي ليس الوحيد الذي نصحنا برفع قيمة عملتنا بالنسبة للريال بل إن البنك الألماني دويتش بانك نصحنا برفع قيمة الريال بنسبة 17% قياسا إلى الدولار، ثم إن الكويت فكت ارتباطها بالدولار وبالتالي ارتفعت قيمة الدينار بالنسبة للدولار، كما ان الأمارات تفكر في بيع جزء من نفطها بعملات أخرى غير الدولار فهل هؤلاء على خطأ ونحن على حق؟ ولا أعرف سر إصرار مؤسسة النقد السعودي على سياستها ولكن الذي أعرفه أن موجة الغلاء ستزداد وستطحن الناس برحاها طحنا، فهل هذا ليس له اعتبار عند مؤسسة النقد؟
بقلم / عابد خزندار