الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-02-10, 05:51 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
موقوف

 

البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 6331
المشاركات: 3,640 [+]
بمعدل : 0.60 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 10
ابو صلاح is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو صلاح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي وصل قطار التطبيع الثقافي

نزار قباني





وصل قطار التطبيع الثقافي

إلى مقاهينا …

و صالوناتنا …

و غرف نومنا المكيفة الهواء …

و نزل منه أشخاص غامضون

يحملون معهم معاجم … ودواوين شعر

ومصاحف مكتوبة باللغة العبرية …

و يحملون معهم جرائد تقول

إن شاعر العرب الأكبر ..

أبا الطيب المتنبي

صار وزيرا للثقافة في حكومة حزب العمل ! !

و أن مطربة العرب الأولى

السيدة أم كلثوم

سوف تغني قصيدة جديدة لشاعر إسرائيلي

و هكذا يستقيل الشعر العربي من كبريائه

وتنسى عصافيرنا

غناء المقامات و التواشيح ! !



ـ 2 ـ



هذا زمن التطبيع … يا سيدتي

يهجم علينا بكل سماسرته … وشيكاته …

و مافياته …

ليجردنا من آخر ورقة توت … تستقر بها

أجسادنا …

آخر قصيدة ندافع بها عن أنفسنا ..

هذا زمن ( التركيع ) .. يا سيدتي

يدخل علينا …

مرة بشكل فيلسوف ..

ومرة بشكل كاهن

و مرة بشكل جنرال

و مرة بشكل كومسيونجي .

إلى أن يصبح الوطن العربي

مركزا للصرافة …

وبيتا للدعارة ! ! ..



ـ 3 ـ



تطبيع في الصباح و تطبيع في المساء

و تطبيع في الشارع

وتطبيع في المقهى

حتى صرنا ( طبعة ثانية )

صادرة باللغة العبرية ..

من كتاب الأغاني ! ! ..



ـ 4 ـ



لذلك فكرت في تطبيع علاقاتنا العاطفية …

قبل أن يصل المقاولون …

و المتعهدون …

و تجار الشنطة

و مندوب صندوق النقد الدولي ..

و ممثل G . A . T . T

وقائد حلف الناتو …

و أميرال الأسطول السادس .

ورئيس مجلس إدارة النظام العالمي الجديد

وعندئذ … يكون كل شيء جاهزا

للتوقيع على شهادة وفاة التاريخ العربي

بالسكتة القومية ! ! …



ـ 5 ـ



أريد أن أطبع علاقتي …

مع امرأة من لحمي و دمي …

تعبق بشرتها

رائحة النرجس ، و الريحان ، و الورد البلدي

و الصابون النابلسي …

و تتجمع في صوتها … أسراب الحمام …

وشُتول الياسمين الدمشقي …



ـ 6 ـ



أريد أن أشرب قهوة الكابوتشينو … معك …

و آكل مناقيش الزعتر معك …

و أتحدث في السياسة معك

وفي الثقافة معك …

وفي الحب معك …

و لا مع البولونيات …و الهنغاريات …

و التشيكيات … و الروسيات …

القادمة إلينا من حقائب أمريكية …

ومعهن .. كل عناوين البيوت الفلسطينية ! ! ..



ـ 7 ـ



أريد أن ألثم يديك …

قبل أن تفرغ أكواز العسل

و أن أتصالح مع شفتيك .

قبل أن يرحل موسم شقائق النعمان ..

و أن أعلمك أوزان الشعر

قبل أن يقتلوا الخليل بن أحمد الفراهيدي ! ! …



ـ 8 ـ



أريد …

أن أنام في جوف راحتيك الصغيرتين …

قبل أن نصبح ـ أنت و أنا ـ

أعضاء في نادي العراة

و أقلية مضطهدة

في وطن يتدحرج ككرة البلياردو

تحت سواحل البحر الميت .



ـ 9 ـ



أريد …

أن أسمعك قصيدة حب واحدة ..

فهذه فرصتي الثقافية الأخيرة

قبل أن يسجلوا صوتي

و يراقبوا هاتفي ..

ويراقبوا هاتفي …

ويختموا بالشمع الأحمر ذاكرتي …

هذه فرصتي الأخيرة …

حتى أدافع عنك … وعن حريتي

وعن زمن الشعر … و الياسمين …



ـ 10 ـ



أريد أن أحتفظ بآخر قميص كبرياء ألبسه

قبل أن يرموني كيوسف في غيابة الجب …

و يكتموا خبر موتي … عن أبي …



ـ 11 ـ



أريد أن ألتصق بك قليلا ..

حتى أشعر بشيء من الدفء

وشيء من الأمان

وشيء من الكبرياء

و حتى أشعر أن هناك امرأة …

تستطيع أن ترمم هذا الخراب

الذي يتراكم فوق قلبي …

وفوق دفاتري ..



ـ 12 ـ



ربما كان الحب يا سيدتي

تعويضا عادلا .. عن هذا السقوط القومي

الكبير …

وربما كان زورق النجاة الأخير …

في بحر الكراهية العربي …

وطوفان الشعوبية الجديدة …



ـ 13 ـ



إن العالم كله يدور من حولي

و الصفقات المالية تعقد من ورائي

و المقاولون يملأون فنادق المنطقة …

و البيع و الشراء في أوجه

و الدولارات تتناثر …

و الضمائر تتناثر …

و السماسرة يعدون الوثائق الرسمية …

لبيع التاريخ …



ـ 14 ـ



إن المشهد سينمائي حقا …

فثمة دولة من أقاصي

لم يسبق لها أن جرحت إصبعها

في أية حرب مع إسرائيل …

تتبرع بكتابة أول رسالة غزل مكشوف إليها …

قبل عيد فالنتاين بوقت طويل …



ـ 15 ـ



وثمة دول …

أخذتها نوبة من النوستالجيا

إلى رحاب المسجد الأقصى

فرمت سفراءها بالباراشوت …

ليحطوا سلاما على حائط المبكى …

باعتبارهم من أهل العروس ! ! …

حتى لا تضيع عليهم علبة الملبس …

وفرصة التقاط الصور التذكارية ! ! …



ـ 16 ـ



هذا هو مسرح اللامعقول

بل هذا هو المسرح التجريبي

الذي أدخل الجمهور العربي …

في مرحلة الكوما … و الصرع …

و انهيار الأعصاب …



ـ 17 ـ



الذين زاروا أخيرا …

قبر صلاح الدين الأيوبي في دمشق

قالوا بأنه مصاب بحالة اكتئاب …

و ممتنع عن قراء الصحف … ومشاهدة

التلفزيون

و إنه يرفض إجراء أي حوار مع الصحافة

العالمية

حول التطبيع … و المطبعين

و ( الهرولة ) … و ( المهرولين )



ـ 18 ـ



اسمحي لي يا سيدتي

أن ألمس قفطان البروكار الدمشقي الذي تلبسينه …

حتى أستعيد توازني النفسي … و القومي

فأنا لا أفهم …

لماذا لا يُطَبّع العرب مع العرب … أولا ؟

و لماذا يتقاتل التاريخ مع التاريخ ؟

و القبيلة مع القبيلة ؟

و اللغة مع اللغة ؟ ..



ـ 19 ـ



أريد أن أسأل …

لماذا في بلادنا ، تتقاتل الأفعال مع الأسماء …

و الألف مع الباء …

و الحليب مع الأثداء …

و تقف النساء ضد حرية النساء ؟



ـ 20 ـ



ثم لماذا يفترس الإسلام نفسه ؟

و تنفجر العروبة من داخلها …

كسيارة مفخخة ؟ ؟ …



ـ 21 ـ



متى أتعلم الواقعية ؟















عرض البوم صور ابو صلاح   رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
التطبيع , الثقافي , قطار


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL