مراسلته لجلال الدين السيوطي :
وقع بين ( الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني) وبين جلال الدين السيوطي بمصر، نزاع ومناقشة حول قيمة علم المنطق ، فكتب إليه ( المغيلي ) رسالة ضمنها قصيدة حاجه فيها ، على تنفيره من دراسة المنطق ، مع أنه الوسيلة الضرورية لإدراك الحق ، فقال في قصيدته :سمعــت بأمــر ما سمعـت بمثلــه...... ........وكــل حديــث حكمـــه حكــم أصلـه
أيمكـن أن المــرء في العلم حجـة ............ .وينهى عن الفرقان فـي بعض أمـره
هــل المنطــق المعنـي إلا عبـارة ...............عـن الحــق أو حقيقـة حيـن جهلــه
معانيـه في كـل الكلام فهـل تـرى .............. دليـــلا صحيحـــا لا يـــرد لشكلـــه
أريني - هــداك الله - منـه قضيـة .............علــى غيــر هــذا تنفهــا عـن محلـه
ودع عنــك ما أبــدى كفور وذمـه ............. رجــــال وإن أثبــت صحـــة نقلـــه
خذ الحق حتى من كفور ولا تقــم ............ دليــلا علــى شخص بمذهــب مثلــه
عرفناهم بالحق لا العكس فاستبن ............ بـــــه لا بهـــم إذ هــم هـــداة لأجلــه
لئن صح عنهم مـا ذكرت فكم هـم ............ وكـــم عالـــم بالشرع بـــاح بفضلــه
وأجابه جلال الدين السيوطي بقوله :
حمدت الله العرش شكرا لفضله .................. وأهدى صلاة للنبي وأهله
عجبت لنظم ما سمعت بمثله ......................أتاني عن حبر أقر بفضله
تعجب مني حين ألفت مبدعا ...................... كتابا جموعا فيه جم بنقله
أقر فيه النهي عن علم منطق .................. وما قاله من قال من ذم شكله
سماه بالفرقان يا ليت لم يكن ...................فذا وصف قرآن كريم لفضله
وقد قال محتجا بغير رواية ...................... مقالا عجيبا نائيا عن محله
ودع عنك ما أبدى كفور وبعد ذا ............ خذ الحق حتى من كفور بختله
وقد جاءت الآثار في ذم من حوى .......... عل.وم يهود أو نصارى لأجله
يحــــــوز به علما لديه وإنـــه ....................... يعذب تعذيبا يليق بفعله
وقد منع المختار فاروق صحبه .............. و.قد خط لوحا بعد توراة أهله
وكم جاء من نهي اتباع لكافر ................وإن. كان ذاك الأمر حقا بأصله
أقمت دليلا بالحديث ولم أقم ................ دليلا. على شخص بمذهب مثله
سلام على هذا الإمام فكم له ...................... لدي ثناء واعتراف بفضله