الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-09, 05:27 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كبار الشخصيات
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ام الفهد

 

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 7081
المشاركات: 1,011 [+]
بمعدل : 0.17 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 301
نقاط التقييم: 10
ام الفهد is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ام الفهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : مقالات ا . د / فدوى بنت سلامة ابو مريفة الحويطي
افتراضي الضاد شمس لن تغيب ( بقلمي)

[SIZE="5"][COLOR="Indigo"][U][B]تم نشر هذا المقال في صحيفة الرياض 15/5/1430هــ


في ظل الموافقة السامية على إنشاء عدد من الجامعات والعديد من الكليات وإعادة هيكلة معظم الكليات القائمة حالياً، وذلك بغية التركيز على التخصصات التي تخدم المسيرة التنموية في بلادنا الغالية، وتتفق مخرجاتها مع حاجات سوق العمل، وبهدف اتاحة فرصة التعليم العالي في جميع مدن ومحافظات المملكة دون قصره على المدن الكبيرة والتي استكملت طاقتها الاستيعابية، في ظل ذلك كله أصبح الأمر ملحاً بضرورة اعداد الخطط الدراسية لمرحلة البكالوريوس في بعض الجامعات أو تعديلها بالصورة التي تحقق تلك الأهداف.

وفي خطوة تعكس حرص وزارة التعليم العالي على الرقي بمستوى جامعاتنا، فقد رأت الوزارة ضرورة أن تتضمن الخطط الدراسية الجديدة تدريس بعض المقررات باللغة الانجليزية، سعياً منها أن تدرج جامعاتنا في التصنيفات العالمية. وهو هدف سام ومطلب نبيل لا شك ولكن هناك تبعات وسلبيات ستواكب تحقيق هذا الهدف، لأن إقرار مثل هذا التوجه قد يقود مستقبلاً إلى تدريس جميع مقررات الجامعة باللغة الانجليزية مما ينذر باستئصال اللغة العربية استئصالاً جذرياً من سياسة التعليم العالي بالمملكة وهذا يعني استئصال هويتنا. فاللغة هي هوية الأمة، فكيف بنا وهذه الهوية هي لغة القرآن آخر الكتب السماوية، به جاءت الرسالة المحمدية، فالأمم تزول بزوال لغتها وينهار كيانها حين تصبح لغة الثقافة والمعرفة غير لغتها وهذا ما أدركه الغرب حين استقى العلوم والمعرفة من ينابيع العرب في القرون الأولى من العهد الإسلامي الزاهر، حيث عكفوا على ترجمة ونقل تلك العلوم من اللغة العربية إلى اللغات الأوروبية.

لسنا ضد العالمية ولكننا نريد أن نصل إليها دون أن نتخلى عن لغتنا وثقافتنا وحضارتنا التي سطعت شمسها ذات يوم على الغرب بشهادة أبنائه في كتاب للمستشرقة هونكه (شمس العرب تسطع على الغرب) حيث أبرزت الكاتبة من خلاله جوانب حياتية وفكرية وعملية وعلمية في الغرب كان للثقافة العربية تأثيرها المباشر عليها، ولتعود شمسنا تسطع على الغرب مرة أخرى علينا أن نسلك مسلكهم وذلك بنقل علومهم لنا بلغتنا العربية. لا شك أننا نلتقي ووزارة التعليم العالي في الهدف الرفيع ولكننا نختلف في الطريق الموصل لذلك الهدف لأننا نريد طريقاً لا يصل بنا للعالمية فقط بل ويعيد للغة العربية مجدها وعزها، نريد أن نصل للعالمية دون أن تذوب لغتنا في لغة الآخر وتصبح مسخاً يصعب التعرف عليه فتذوب معها شخصيتنا وتنهار استقلاليتنا مكرسين بذلك تبعيتنا للغرب بعد أن كان تابعاً لأجدادنا، فما جدوى أن نصل للقمة ونحن نشعر أننا في القاع؟! ولعل خير دليل على أن ما نطلبه ليس بالأمر العسير هي تجربة بعض الدول المتقدمة كاليابان وألمانيا وروسيا والصين، التي وصلت جامعاتها للعالمية بمعايير مستمدة من ثقافتها حين درست علومها بلغتها. وهذا لا يعني أننا نخشى ثقافة الآخر أو لغته أو حضارته ولكننا نريد أن نأخذ منه بالقدر الذي لا يطغى على كينونتنا واعتدادنا بأنفسنا ولعله آن الأوان كي نبدأ بإعادة النظر في طريقة تدريس اللغة الانجليزية في مدارسنا لتأسيس قاعدة لغوية قوية لطلابنا بالقدر الذي يساعدهم على مواصلة دراستهم الجامعية دون عناء.

فالواجب الملقى الآن على وزارة التعليم العالي هو تفعيل مواد اللائحة الموحدة للجامعات السعودية التي تخدم هذه القضية والذي يتمثل في دعم حركة ترجمة الكتب العلمية من جميع اللغات إلى اللغة العربية ولقد أدى إنشاء جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة إلى بث روح المنافسة في هذا الصدد، لا سيما أن بعض جامعاتنا بها مراكز للترجمة، لأن في تعريب التعليم العالي المحافظة على هوية المجتمع وحمايته من الاقتباس والنقل غير الواعي للعلوم الجاهزة. فيجب أن تقوم الترجمة بدورها المنوط بها في نقل الثقافة والحضارة والمدنية والتقدم العلمي المعاصر من الغرب إلى الشرق كي نتمكن من المساهمة بنصيب في التقدم العلمي العالمي بلغتنا العربية ونستثمر ملكاتنا الخاصة وقدراتنا الذاتية للانطلاق في بناء حضارة كنا نحن روادها ذات يوم وما ذلك بجديد علينا حيث ازدهرت حركة الترجمة من اليونانية إلى العربية في عهد الدولة الإسلامية في عصرها الزاهر فكانت تجربة رائعة في فترة تاريخية هي قمة ازدهار الحضارة العربية مؤسسة في وقت لاحق لانطلاق الحضارة الغربية التي ترجمت ونقلت عن حضارتنا بلغتها، فما عاقها ذلك عن بناء حضارة جديدة. ومن الواجبات الملقاة على عاتق الوزارة أيضاً دفع عجلة التأليف في التعليم العالي حيث نصت المادة (٢٨) من نظام التعليم العالي بأن من مهام المجلس العلمي في أي جامعة (تشجيع البحث العلمي والتأليف والترجمة والنشر..) ولا ننسى أن هناك العديد من مواد نظام مجلس التعليم الجامعي تشجع أعضاء هيئة التدريس على التأليف والترجمة، فمثلاً، المادة (٢٩) من اللائحة الموحدة للبحث العلمي في الجامعات خاصة بمكافأة المؤلفين والمترجمين للكتب وكذلك المادة (٣١) من نفس اللائحة خاصة بمكافأة محكمي الكتب المؤلفة والمترجمة. أيضاً على وزارة التربية والتعليم الالتفات لتقوية لغتنا لدى أبنائنا واقترح ان يتم دمج مادة الخط والاملاء والتعبير في مادة واحدة يستمر تدريسها حتى نهاية المرحلة الثانوية، وإذا تم الأخذ بهذا الاقتراح فإن على المركز الوطني للقياس والتقويم أن يدرج اختبار هذه المواد ضمن اختبار القدرات وذلك لمعالجة القصور اللغوي في طلاب الجامعات للوصول بلغتنا إلى العالمية.

إن دفاعي عن اللغة العربية هو من باب الغيرة على هذه الحسناء وليس عجزاً عن التدريس باللغة الانجليزية، فأنا أفخر أن أكون من الجيل الذي درس جميع العلوم في الجامعة باللغة العربية الرصينة ولم يثنه ذلك أو يعوقه عن نشر أبحاثه في مجلات أجنبية عالمية أو المشاركة في مؤتمرات عالمية، وعليه فإن دور هذا الجيل ليس وضع توصيف للمقررات باللغة الانجليزية وإنما المساهمة في تأليف وترجمة الكتب التي تخدم تلك المقررات ولعلي هنا أجدها فرصة لكي أسجل بكل فخر واعتزاز الدور الرائد لكليات البنات في تأصيل نشر البحث العلمي باللغة العربية بما قدمته على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، من رسائل الماجستير والدكتوراه التي تعد الآن من مصادر المعرفة التي يعتد بها
.















عرض البوم صور ام الفهد   رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الضاد , تعجب , بقلمي)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL