ترقب صدور اول حكم في السعودية ضد شركات التبغ

مواطن يطلب تعويض 10 ملايين ريال لإصابته بالسرطان جراء التدخين حقوقيون يترقبون أول حكم قضائي ضد شركات التبغ بالسعودية


البداية في الدمام والحكم في جدة
انتظار تشريعات تحدّ من التدخين


المدّعي اضطر لاستئصال حنجرته بالكامل جراء المرض
الرياض - خالد الشايع
تترقب الأوساط القانونية والطبية السعودية حكماً قضائياً قد يغيّر الكثير من الأمور، عندما تصدر المحكمة الجزائية في جدة حكمها في واحدة من أهم القضايا التي شغلت الرأي العام السعودي. إذ ستحسم المحكمة الجدل حول مدى أحقية المواطن علي عسيري في الحصول على تعويضات بـ10 ملايين ريال (نحو 2.6 مليون دولار) من وكلاء شركات التبغ في السعودية.

وسيصدر القاضي حكمه في منتصف شهر مايو (أيار) المقبل.

وكان العسيري، بدعم من جمعية "كفى" للتوعية بأضرار التدخين، رفع القضية بعد إصابته بسرطان الحنجرة بسبب التدخين، اضطر بسببه إلى استئصال حنجرته بالكامل, ليدخل بعدها في حالة صحية حرجة أفقدته النطق، بعد أن تم استئصال كامل القنوات الصوتية.

ويتوقع قانونيون سعوديين أن تكون لهذه القضية آثار واسعة مستقبلاً، كما يمكن أن تحرّك مرضى آخرين تضرروا من التدخين لرفع قضايا مشابهة.

كما يأملون بأن يكون الحكم عاماً وليس محدداً بشخصية المدعي فقط، على غرار حكم القاضية الأمريكية غلاديس كسلر، التي غرّمت شركات التبغ 145 مليار دولار، تدفع لعلاج أضرار التدخين، عدا التعويضات الشخصية للمدعين والتي تراوحت بين 2.5 و4 ملايين دولار.

ويقول المستشار القانوني سعد الوهيبي: رغم أن التبغ يُشترى ولا يوزع مجاناً. لكن ربما يكون منظور الشرع أن الضرر وقع فعلاً. قد تكون الشركات مساهمة في هذا الموضوع ولكن ليس هناك إجبار على تعاطي التبغ. فهو لا يوزع إجبارياً ولا حتى مجاناً. أتوقع أن الحكم سيكون فردياً".

ويأمل الوهيبي بأن يكون الحكم، في حاله صدروه لصالح المدعي، مشمولاً بآلية تنفيذ واضحة، وألا يكون محدداً بشخص المدعي، ولكن يطال الآخرين الذي تضرروا من التدخين، أو سيتضررون لاحقاً على غرار حكم القاضية غلاديس. ويتساءل "هل عندما يكون هناك حكم فهو سيخص الشخص المدعي فقط؟". ويتابع: "نتمنى أن يكون الحكم جماعياً، وأن يكون مبالغ تدفع من قبل شركات التدخين لعلاج المدخنين والتوعية بأضراره كما حدث في أمريكا. لدينا عيادات مكافحة التدخين وهي تحتاج لأموال كبيرة لتقوم بعملها. نرغب في أن يكون القرار جماعياً وأن يستفيد منه كل من تضرر ومن لم يتضرر فحتى غير المدخن يتأثر من التدخين السلبي".

وفي حال صدور حكم إيجابي للمدعي، يتوقع الوهيبي تحركاً من أكثر من جهة، سواء لأشخاص أو جهات رسمية، ضد الشركات المستوردة للتبغ. ويقول "نتمنى أن تكون مثل هذه الدعاوى دعاوى جماعية كي تحصل على قرار سياسي. هذه القضية كبداية جيدة وأعتقد بأن قضايا الحسبة التي ترفع من أكثر من شخص هي الأفضل للحصول على حكم ينفذ في إطار اكبر من شخص أو شخصين".
البداية في الدمام والحكم في جدة
بدأت القضية عندما توجّه العسيري بعد إزالة الورم إلى جمعية "كفى" للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات في منطقة مكة المكرمة, طالباً الانضمام لفريق عمل التوعية بهدف المساهمة في أعمال تطوعية للتحذير من خطورة التدخين ومشتقات التبغ.

ورحّبت الجمعية بطلبه، معتبرة ذلك داعماً قوياً للتعريف بأضرار التدخين التي يلحقها بصحة الإنسان, وقدمت له الدعم المادي والمعنوي بعد أن أعلن نيته رفع دعوى تعويض عن ما لحقه من أضرار صحية ونفسية ضد شركات التبغ في المملكة.

وبعد جدل حول القضية التي رفضتها أكثر من محكمة، قبلت المحكمة العامة بجدة الدعوى ضد وكلاء شركات التبغ لعلاقتها المباشرة بتوزيع مشتقات الدخان في المملكة. وعقدت عدة جلسات جمعت وكلاء التبغ مع وكيل العسيري المحامي إياد زهير السباعي الذي يطالب بتعويض قدره 10 ملايين دولار, فيما تقرر النطق بالحكم في شهر جمادى الأولى.

وكان العسيري رفع أول دعوى ضد وكلاء التبغ بمدينة الخبر في المنطقة الشرقية, ولكن المحكمة رفضت النظر في الدعوى, ثم قبلت بها محكمة جدة بعد أن حصل على تقرير طبي صادر من المستشفى التخصصي، وهو أكبر المستشفيات الطبية في المملكة والشرق الأوسط، يؤكد إصابته بمرض السرطان جراء التدخين.
انتظار تشريعات تحدّ من التدخين
وينتظر الأطباء، الذين يحملون همّ علاج آثار التدخين المدمرة، صدور الحكم واستغلاله للتوعية أكثر بأضرار التدخين.

إذ يعتبر الدكتور محمد بالغيث، وهو استشاري القلب ورئيس قسم القسطرة في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض، أن حكماً لصالح المدعي سيكون مساعداً في حمله التوعية ضد التدخين والحد من ضرره، وقال في حديث لـ"العربية.نت": "القضية مهمة. لو كل مصاب بالسرطان يرفع قضية ويكسبها ستتضرر شركات التدخين. وسيكون كسب العسيري للقضية أمراً رادعاً للشركات المستوردة للتبغ".

ويتابع "السؤال: هل لدى محاكمنا القدرة على محاكمة تلك الشركات الكبيرة؟ فالمدعي فقد القدرة على النطق بسبب سرطان الحنجرة. وللأسف الكثير مثله يعانون من مشاكل صحية خطيرة بسبب التدخين. ستكون هناك بالتأكيد ردة فعل قوية إذا كان القاضي حازماً في حكمه".

ويعتقد بالغيث بأن مثل هذه القضية مهمة في عمليه مكافحة التدخين، وأنها قد تكون مدخلاً لإصدار تشريعات تحد من هذه الظاهرة لتسليطها الضوء على مشاكل التدخين وأضراره. ويقول: "نأمل أن تسلط هذه القضية الضوء على مشاكل وأضرار التدخين ويعرف الشباب أنه سيحدث لهم مثلما حدث مع هذا المريض. لدينا في قسم القلوب أشياء أكثر خطورة. كثير من المرضى الشباب يصابون بجلطات في القلب وليس لديهم أي مشاكل أو عوامل مسببة لهذا الأمر سوى التدخين وهم في عمر اقل من الثلاثين".

ويتابع "نشاهد كثيراً من الشباب يموتون فجأة من دون أسباب واضحة سوى مشاكل في القلب جراء التدخين".

ويضيف متحدثاً عن ضرورة سنّ تشريعات تحد من آثار التدخين "المهم هو إصدار تشريعات تمنع التدخين في الأماكن العامة. هي مشكلة كبيرة ويجب الاهتمام بها. ومثل هذه القضية قد تكون محركاً مهماً لموضوع التدخين. ونحن في جمعية القلب في السعودية نسعى إلى رفع سعر الدخان كي لا يكون في متناول أيدي الجميع وهذا سيحد من آثاره".

ويتابع "الحكومة تصرف المليارات لعلاج آثار التدخين وبالذات عند الصغار. نريد تشريعاً مثل ما يحدث في ألمانيا بمنع التدخين في المطاعم والأماكن العامة".

اشكرك اخي الاتي الاخير

نسأل الله العافيه

اتمنى ان يكون هناك تشريع يقضي بمنع التدخين في الاماكن العامه

كما منع في جميع الدوائر الحكوميه في عهد المغفور له بأذن الله

الملك فهد بن عبد العزيز

اذا امر بمنع التدخين في جميع الدوائر الحكوميه في المملكه


مع اني حضرت برنامج في احد القنوات يقول ان السعوديين من
اكثر المدخنين في العالم وهذه بحد ذاتها مشكله كبيره



تقبل مروري

احترامي