مصادر: دول عربية تبحث قطع علاقاتها بروسيا لدعمها بشار

كشفت أوساط دبلوماسية في البعثة الفرنسية إلى مجلس الأمن أن دولاً عربية تدرس قطع علاقاتها بروسيا والصين لدعمهما نظام بشار الأسد الذي يمارس عمليات قمع دموية بحق الشعب السوري المنخرط في ثورة عارمة منذ منتصف مارس 2011.
ونقل دبلوماسي فرنسي عن زميل عربي له في الأمم المتحدة قوله: إن دول مجلس التعاون إضافة إلى تونس وليبيا "بحثت فعلاً أكثر من مرة, وخصوصًا بعد مجزرتي الحولة والقبير في حمص وحماة, مسألة قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا والصين ووقف كل التبادلات الاقتصادية والتجارية وتجميد أي مشاريع عسكرية وتسليحية".
وأشار الدبلوماسي إلى أن دولتين خليجيتين على الأقل كانتا دخلتا في مفاوضات مع موسكو منذ سنوات لبناء مفاعلات نووية مدنية لتحلية المياه وزيادة معدل الكهرباء ومن أجل الاستخدام الطبي واستخدامات أخرى, تبلغ تكاليفها مليارات عدة من الدولارات, باتت مهددة بالإلغاء حتمًا بسبب موقف السلطة الروسية الداعم لجرائم الأسد وعصاباته ضد الشعب السوري.
من جانب آخر، شبَّه الدبلوماسي الفرنسي "اللهجة والعبارات" التي استخدمها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, في مؤتمره الصحافي حول سورية, بأنها "مستنسخة بحذافيرها عن الخطابات التي يلقيها مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري, دفاعًا كاذبًا ومفبركًا ومثيرًا للقرف عن نظام بشار الأسد, ومجازره التي لم يشهد العالم لها مثيلاً, منذ مذابح رواندا وكمبوديا على أيدي طومسون وبول بوت ومجازر أدولف هتلر وعصاباته النازية في الحرب العالمية الثانية"، بحسب صحيفة "السياسة" الكويتية.
محاميا الشيطان:
ووصف دوريْ لافروف والجعفري في الدفاع عن النظام السوري بأنهما "محاميا الشيطان وهما يعلمان ذلك جيدًا, إلا أنهما ينفذان أوامر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين والأسد, دون زيادة أو نقصان".
وكشف الدبلوماسي الفرنسي اللثام عن أن هناك اتصالات تجرى بين العواصم الغربية والدول العربية, وخصوصًا الخليجية منها, للرد على اقتراح الوزير الروسي المكرر في مؤتمره الصحافي, بالدعوة إلى "مؤتمر دولي" يضم السعودية وقطر وإيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن, بالإضافة إلى سوريا, لبحث الأزمة, بحض تلك الدول العربية وجامعتها في القاهرة على سحب سفرائها من موسكو وطرد الديبلوماسيين الروس منها, تعبيرًا عن غضبها وفقدان أملها في أي تغيير في سياسة بوتين المستمرة منذ عام ونصف العام, في دعم نظام الأسد.
وكان لافروف قد قال في مؤتمره الصحافي: إن بلاده لن تقبل بأي شكل من الأشكال باستخدام القوة ضد سوريا. ولفت في المقابل إلى أن العديد من الأخطاء الجسيمة ارتكبت من قبل النظام السوري, مشددًا على أنه من مسؤولية أي حكومة حماية مواطنيها وتأمين أمنهم, ومضيفًا أن الحكومة السورية ليست استثناء من ذلك, وقد ارتكبت أخطاء عديدة.
وشدد على أن المعارضين يريدون تكرار السيناريو الليبي, إلا أن روسيا لن توافق بأي شكل من الأشكال عليه, "لأنه يدخل المنطقة برمتها في دوامة عواقب وخيمة".
وأشار إلى أن بلاده رأت ما حصل في العراق وليبيا ومالي وغيرها بعد التدخل الخارجي. كما لفت إلى المشكلات الكثيرة التي بدأت تظهر في شتى المناطق المجاورة لسوريا سيما لبنان, مؤكدًا أن كل تلك البلدان ستتأثر في حال استخدام القوة لحل الأزمة السياسية.
ورفض تحميل النظام فقط مسؤولية ما حصل من جرائم في القبير والحولة, والتفجيرات التي طالت العديد من المدن, لافتًا إلى أنها نتيجة التصعيد الذي يتم تغطيته من قبل الدول الخارجية, عبر الدعم المالي والمادي والمعنوي للمسلحين, بهدف تحقيق أهداف جيو - ستراتيجية.
وختم مؤكدًا أن خطة المبعوث الأممي كوفي أنان وإن تعثرت بسبب عدم التنسيق بين الدول, إلا أنها لا تزال الحل الأوحد والأنسب.