عذبي ما شئت قلبي عذبي

عذبي ما شئت قلبي عذبي
فعذاب الحب أسمى مطلبي!
وازرعيه في فؤادي مثلما
يزرع الكرام غرس العنب!
واقطفي حبات قلبي حبة
حبة .. ثم اعصريها واشربي!

الشعراء أكثر الناس عذابا؟!..
فآهات المحبين وزفراتهم وشكواهم من سعير الحب .. تملأ كتب الأدب .. وكتب التاريخ!.
* وقالوا: لأنهم أكثر الناس حرية وحساسية .. فهم يرفضون القيود والتوصيفات والتسكينات والأرقام .. وهم أكثر الناس اهتزازا للريح .. يقفون في وجه العواصف .. وهم أضعف من النسيم!! فالله .. قد خلق مواهبهم باهرة محرقة كالشمس .. وخلق أجسادهم كالقش الهش .. ومن هذه القوة وهذا الضعف تتولد .. طاقاتهم الإبداعية .. يغنون ويرقصون على النار!
* إلى أن جاء الأطباء .. وأدخلوا الحب في معاملهم كمادة في أبحاثهم .. وتوصلوا إلى الآتي:
* الحب .. مرض وراثي .. فيه أوجه شبه كثيرة من الأمراض التي تصيب الإنسان..
* ففيه من أمراض القلب .. سرعة النبض والخفقان!!
* وفيه من أمراض العقل .. هلوسة وأوهام وكلام غير معقول وجنون .. والأرق وفقدان الشهية!!
* وفي الحب كما في المرض: تضعف المقاومة!!
* وفي نفس الوقت قالوا: إن هذه الأوجاع .. تعطي الانطباع بأن الحب عذاب .. ولا تظهر أن الحب عذب لا عذاب!؟
والحب العذب .. أول دافع لعملية الصبر .. والصبر يثير خلايا المخ لإفرازها مادة الانكيفالين المسؤول عن السلوك والمزاج الطبيعي للإنسان .. مانحة الأمن والاستقرار وذهاب الحزن .. حتى يستمر إيقاع الحياة ومشاعر الحب والود بين المحبين بإذن الله..
قالوا:
حب لا يعذبنا .. ليس حبا!.

بقلم / عبد الرحمن العمري