من الملفات السريّة للتاريخ التي لا تُفتح إلاّ في الوقت الذي يرى فيه السياسي ضرورة فتحها لتحقيق هدف محدد أو مصلحة ما ، ذلك الملف المُتعلّق بالحفل الفني الأكبر على الإطلاق الذي أُقيم على مسرحٍ مفتوح في حديقة (براندن بيرج) بمدينة برلين الألمانيّة قبل هدم جدار الفصل وحضر ذلك الحفل الفني أكثر من (20) الف برليني غربي، استمتعوا بسماع كوكبة من كبار نجوم (البوب) أمثال المُغني الأمريكي ستيفي وندر والأمريكيّة تينا تيرنر وقد استمر الحفل أيّاماً مليئة بالإثارة بالقرب من بوابة (براندن بيرج) على جدار برلين وقد نقلت السماعات الضخمة مايدور على المسرح إلى الجانب الآخر من الجدار حيث تجمّع أيضا آلاف الشباب من الألمان الشرقيين ، فألقى الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان اشهر خطاب له طوال مدّة رئاسته، في هذه الأجواء المُشبعة بالتوتر اندفع الشباب من خلف الجدار بحماسٍ محموم وكلّهم توق لمعرفة مايدور لدى الجانب الغربيّ المستمتع بكل هذا النعيم وحين حال الجدار بينهم وبين رغبتهم تلك قاموا بمظاهرات صاخبة وبقيّة القصّة معروفة انتهت بهدم الجدار فيما بعد وتوحّدتء ألمانيا. إذاً لم يكن الحفل كما يظن الناس آنذاك بغرض الاحتفال بمرور 750عاماً على إنشاء مدينة برلين بل كان الهدف أبعد من ذلك بكثير.
مناسبة هذا القول المُقتبس من تاريخ نشوء الإذاعة هو توضيح استخدام وسائل الاتصال بما فيها الفنون لخدمة الاهداف القوميّة ومدى الأثر الذي تُحدثةه لخدمة تلك الاهداف، السؤال عن حالنا كعرب ولماذا نُخفق دائماً في تقديم صورتنا الحقيقية لبقيّة الأمم والشعوب رغم وجود إمكانات وعقول وابداع يمكنها إزاحة تلك الصورة المشوهة التي تحتل مخيال الكثيرين عنّا؟؟ الشيء المُحزن أن بعض الدول العربيّة كان من أوائل من استخدموا وسائل الاتصال وخاصة الاذاعة والسينما..!
تقول الاخبار القادمة من الغرب إن صورتنا قد ازدادت تشويهاً هذه الأيام بعد أن نشطت السينما العالمية في تقديم صورة أخرى عن العربي غير ذاك الماجن الذي يركب الجمل وينثر الدولارات تحت أقدام الراقصات، لا ..اليوم أصبح مجرماً إرهابياً يحمل بين جوانحه الحقد والكراهية للبشر، ويقتات على الدم وأشلاء الأطفال. السؤال مرّة أخرى ماذا سنفعل ؟؟