نجاه البشريه من الهلاك مرهون بالاخذ باسباب العقل وباهداب الايمان.
ان مشروعات انبياء الامس كانت بعث روح المحبه والرحمه في الناس والدعوه الي مكارم الاخلاق والي معرفه الله والي سعاده الاخره.
ومشروعات انبياء اليوم هي اقتصاد السوق وبناء المحطات الفضائيه والنزول علي المريخ والتمسك باهداب الكومبيوتر.
هدف انبياء الامس كان ميلاد الانسان الرباني الذي عرف ربه وبلغ السمو الذي استشرف به الي الملكوت.
وهدف انبياء اليوم هو الانسان الالي والفتوه الاليه والقنابل الذريه والاسلحه الجهنميه التي تضمن له السياده علي البشر والسيطره علي العقول وقياده التاريخ الي حيث يريدون.
انسان اليوم يحسب ان الحضاره شوكه وسكين وايتكيت واطعمه مجمده في الفريزر ويظن ان الحريه هي كشف العوره ومزاوله الشذوذ وعباده الشيطان والتطاول في البنيان وتكديس الثروات واقتنائ العمارات ويري ان كل شيئ عند العقلاء مباح وقابل للتفاوض والبيع والشرائ حتي في الاجساد والاعراض مادامت المصلحه تقول بذلك.
ويتصور الكثيرون ان راكب الطائره ارقي ممن يسير علي الشاطئ وان البلاستيك ارقي من الخشب والشمبانيا ارقي من العرقسوس.. وينسي الجميع ان الحضاره الماديه التي افتتنوا بها قد اشعلت حربين عالميتين لم تشهد البشريه لدمارهما مثيلا بطول التاريخ.. وهي بسبيلها الي اشعال حرب عالميه ثالثه اشنع وادهي بسبب هذه العقليه الماديه المفرطه.
وانسان اليوم المادي يتصور ان الرزق الذي تتكلم عنه الكتب السماويه هو المال.. وينسي ان العقل والحكمه والصحه واستقامه الضمير والصبر علي المكاره هي ارزاق اعظم واكبر في قيمتها من المال الذي ينفد ومن العمله التي تفقد قيمتها والمتاع الذي يبلي.. وهو ينظر بنظره ماديه تشريحيه الي كل شيئ ويفقد القدره علي الرويه الكليه والنظره الشموليه التي تهدي صاحبها الي الحكمه والاستناره.